استبقت وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا زيارتها إلى لبنان بالهبوط في إسرائيل، حيث استشفت هناك الأجواء التي يدور في فلكها الإسرائيلي ونوياه المبيّتة تجاه لبنان، فهل تحمل معها اليوم إلى بيروت إنذارات إسرائيلية أو رسالة تطمين في ظل تصاعد الخطاب الإسرائيلي التهديدي؟
في هذا السياق, يوضح الكاتب والمحلّل السياسي علي حمادة في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “زيارة الوزيرة كاترين كولونا تأتي في إطار المساعي الفرنسية بين إسرائيل ولبنان وبطبيعة الحال حزب الله لمنع تفاقم الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل وتحول المناوشات والإشتباكات بين الطرفين إلى حرب كاملة، لا سيّما أن هناك تهديدات إسرائيلية واضحة وجدّية وليست إعلامية لمجرد الكلام، لأن هذه المناوشات تزعج كثيراً إسرائيل ولا تؤثر على مسرح العمليات في غزة، لكنها تؤثر على الوضع في شمال إسرائيل وتؤدي إلى نزوح عدد كبير من المستوطنين والإسرائيلين من مناطق الشمال إلى مناطق الوسط”.
أما النقطة الثانية فهي تحمل مقترحات من أجل إعادة تفعيل القرار 1701 بما يعني تفعيل دور قوات الأمم المتحدة ودور الجيش اللبناني وزيادة انتشاره في هذه اللمناطق وتراجع حزب الله أقله تسعة لعشرة كيلومترات من الحدود المشتركة بين لبنان وإسرائيل والبحث في هدنة طويلة الأمد على غرار الهدنة التي كانت سائدة بين 2006 و2023.
هذه الهدنة انكسرت إلى حد ما بعد عملية السابع من تشرين الأول وطوفان الأقصى، لذلك هناك محاولات اليوم لضبط الأمور وعدم ترك الموضوع يتفاقم.
واعتبر أن “ما يقوم به الفرنسيون هو مساعٍ دبلوماسي وليس ضجيجاً إعلامياً، فهناك مساعٍ جدية ودور الفرنسي موجود ومؤثر لأنه يمثّل إلى حد ما دوراً أوروبياً في إسرائيل ودوراً بارزاً في لبنان، وليس بالتالي واجهة لحراك أميركي خفي، فهو يجري بالتنسيق مع الأميركيين من أجل منع تفاقم الأمور ومنع اشتعال جبهات أخرى لا سيّما في لبنان”.
وفيما يتعلّق بالدور الفرنسي؟ يوضح أن “الفرنسيين يلعبون الدور نيابة عن الغرب بشكل عام والمجتمع الدولي بشكل عام أيضاً لأن اشتعال جبهة لبنان يمكن أن يؤدي إلى اشتعال المنطقة بأسرّها ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة جداً في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما لا يريده أحد”.
ويشدّد على أن “التهديدات موجودة وليست بجديدة فالوزيرة الفرنسية قالت ما قالته عدة مرات ونقلته عن الإسرائيليين وحتى المناخ في إسرائيل والمناخ الجيش ومجلس الحرب الإسرائيلي هو مناخ ينذر بمخاطر كبيرة لأن إسرائيل قد تذهب إلى حرب مع لبنان لتغطية حربها في غزة وهو ما يخشاه الفرنسيون”.