تصل اليوم، وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارة مُرجأة ٤٨ ساعة بسبب ما قيل إنه عطل تقني في الطائرة التي كان من المقرر أن تقلّها الى بيروت أول من أمس السبت. وكان من المقرر أن تبدأ كولونا جولتها في المنطقة من لبنان، قبل أن تعدل فتبدأها من إسرائيل، فيما بات مؤكدا أن الرئيس إيمانويل ماكرون صرف النظر عن زيارته لبيروت وأبدلها بقضاء عيد الميلاد في الأردن بسبب الوضع الأمني المتردي جنوبا، على ما قيل في تبرير إلغاء الزيارة.
ولا ريب أن هذا الإلغاء مقلق نتيجة ما يحمله من مؤشرات سلبية، خصوصا أن باريس ما فتئت تنقل التحذير تلو التحذير من مخاطر التصعيد جنوبا واحتمالات الإنزلاق نحو حرب اسرائيلية مُدمّرة على لبنان.
ويقول سفير دولة عضو في المجموعة الخماسية المعنية بلبنان، إن بداية السنة المقبلة قد تشهد استعادة للدينامية العربية والدولية الرامية إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لكنّه يتحفظ عن ربط إنهاء الفراغ بتأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون، لافتا إلى أن لكلّ من الشأنين منطلقا مختلفا، وليس من الضرورة حصول تقاطع بينهما، وإن كان لا يمكن الجزم بذلك جزما نهائيا.
ويشير السفير إياه، وفق ما ينقل عنه زواره، إلى أن فترة ما بعد العيد ستشهد إعادة انطلاق المسعى القطري المتوقّف جزئيا منذ بدء الحرب في غزة في ٧ تشرين الأول الفائت. كذلك سيعود الموفد الرئاسي الفرنسي جان -إيف لودريان في الفصل الخامس من مهمّته لكن بأفكار جديدة وبشكل مغاير لما سبق، وخصوصا زيارته الأخيرة التي أرادت منها باريس حصرا دفع الأطراف إلى تمديد عمل قائد الجيش.
ويؤكد أن بلاده، فرادةً وكجزء فاعل في المجموعة الخماسية، مهتمّة بإنهاء الفراغ الرئاسي وبات لديها تصوّر كامل لما بعد انتخاب الرئيس العتيد، وهو تصوّر انقاذي سياسي واقتصادي – مالي سينطلق بمجرّد حصول هذا الانتخاب.