في الـ2024: هل يتّجه لبنان نحو الحرب الكبرى

يعيش لبنان أيام مفصلية تعدُّها القوى السياسية بدقة وتأن نظرا للتطورات البالغة الخطورة التي تحملها الجبهة الجنوبية وخلفها غليان المنطقة من غزة الى البحر الاحمر حيث تدرس الانظمة السياسية الغربية سيناريوهات الحرب وتعمل على الحد من خسائرها في حال قرّر الجميع الدخول بها.

يُلطّف السياسيون اللبنانيون من آثار الـ 1701 على الداخل اللبناني ويتجنّبون الدخول في تفاصيله امام الرأي العام، ولكن في مداولاتهم البعيدة من الاعلام يبدي الجميع قلقه من الرسائل التي يوجّهها الغرب وتحديدا الولايات المتحدة واسرائيل للحكومة اللبنانية، في حال لم تذهب نحو تسوية شاملة للمنطقة الحدودية تُبعد من تصفه بـ ” شر حزب الله” على اسرائيل وتعيد الأمن للمستوطنات الشمالية.
وتشير مختلف الآراء الى أن الاجواء السلبية رافقت زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية الى لبنان ولقاءاتها مع المسؤولين وتحديدا الرئيس نبيه بري، حيث أبلغت رئيس المجلس بأن زيارتها ستكون بمثابة التنبيه الاخير للبنان للذهاب نحو تسوية شاملة على طول الخط البري جنوبا وان اسرائيل أعطت مهلة حتى مطلع العام المقبل ليقول لبنان كلمته لأنها وبعد هذا التاريخ سيكون لها كلام آخر يتعلق بتوسيع عملياتها العسكرية لتطال أهدافا في العمق اللبناني، تزعم انها تابعة لحزب الله وهي أبلغت المعنيين نيتها تنفيذ الخطوة لردع حزب الله اضافة الى عدم الأخذ بالتصريحات اللبنانية التي تستخف بتهديدات تل أبيب والتعامل معها على أنها غير موجودة، ففي الرسائل الاسرائيلية حسم لمعركة لم تبدأ بعد ولكن ثمة اشارات كثيرة توحي بأنها قادمة.

الجانب اللبناني الذي يفاوض على الورقة الجنوبية مع الفرنسيين أخرج مجددا أرنبه الرئاسي وأكد أنه على استعداد بعد الاعياد لتحريك هذا الملف وطالب الغرب بالضغط على الاطراف لانهائه على أن يكون مقدمة لمفاوضات الحدود. وهنا تحذّر مصادر حزبية معارضة من المقايضة التي يجريها الثنائي مع الفرنسيين وخلفهم الاميركيين، وعنوانها الرئاسة لفرنجية والحدود للجيش واليونيفيل، الا ان الجواب الغربي لم يصدر بعد بل ينتظر المزيد من التشاور مع الدول المعنية بالملف اللبناني لحسم الموقف انطلاقا من ضمانات يريدها الجانب الاسرائيلي تشدد على ضرورة البحث في خطوات عملانية لانتشار الجيش والنقاط التي سيتمركز فيها. اما ترسيم الحدود البرية فهو لن يكون سهلا وبالقريب العاجل بل يتطلب مفاوضات شاقة بدأت مع الجانب الاميركي غير أنها لن تكون عامل حسم لانهاء الاشتباكات العسكرية على الحدود لأنها تتطلب أشهرا قبل التوافق عليها، وبالتالي ما يجري اليوم يتعلق حصرا بقرار وقف اطلاق النار واعادة المستوطنين الى منازلهم في الشمال، حيث تريد اسرائيل سحب موافقة لبنانية وتحديدا من قبل حزب الله في وقف عملياته وفصل الساحة اللبنانية عن كل ما يجري في غزة أو الاستمرار بتنفيذ العمليات والدخول في حرب مفتوحة تبدأ مطلع العام 2024 بتوسيع بنك الاهداف لتطال البقاع والضاحية الجنوبية كمرحلة أولى وبعدها تشمل مناطق جديدة تبعا لمسار الاحداث بين الطرفَين.
وتحت هذا السقف يتحرك الفرنسي سعيا منه لتجنيب الساحة اللبنانية الحرب وفق ما يُصرح المسؤولون في الاليزيه، وتخشى باريس من احتمالية تدهور الوضع جنوبا لانها لم تصل مع الطرف اللبناني الى أي نتيجة حول وقف عمليات الحزب في الجنوب وعزل لبنان عن غزة.

Exit mobile version