لم تنقشع حتى الساعة الغيوم التي تلد الإستحقاق الرئاسي لا سيّما أن الحرب الدائرة في قطاع غزة معطوفة على المناوشات في الجبهة الجنوبية, إنعكست إهمالاً لهذا الملف الداخلي، إلا أن ما حصل على صعيد قيادة الجيش أعاد إحياء الملف، فهل من مبادرات جديدة يمكن أن تنطلق مع العام الجديد؟
في هذا الإطار, يكشف الصحافي والكاتب السياسي إبراهيم بيرم في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “رئيس مجلس النوابنبيه بري وعد بحراك جديد مطلع العام المقبل حول الموضوع الرئاسي, لا سيّما ان الظروف تغيرت واصبحت افضل ومن كان يصعّد وكان رأسه حامٍ اصبحت اليوم القصص مختلفة في ظل التطورات الاخيرة، لذلك سيطلق مبادرة، وفق ما تؤكده مصادره”.
ويلفت إلى أن “المبادرات السابقة للحوار سقطت لأن ظروفاً أخرى كانت تحكم تلك الفترة ولكن الرئيس بري يرى اليوم ان الظروف اختلفت، لا سيما ان النواب الجدد كانوا يرفضون الحوار او التشريع ولكننا رأيناهم يدخلون في لعبة التمديد وكذلك القوات اللبنانية، ولكن عادوا اليوم الى الواقع والذي يمكن ان ينعكس على الجلسة المقبلة للحوار الوطني لانضاج رئيس”.
وعن تمسّك الثنائي برئيس تيار المردة، مما يعني أن الحوار لن يصل الى نتيجة، فإن مصادر بري تشدّد على أن “الدعوة خاصة بالحوار تقوم على طرح الإتفاق على المواصفات ومن تنطبق عليه هذه المواصفات نذهب إلى المجلس النيابي وينتخب النواب من يريدون والكل سيهنّئ الرئيس المنتخب”.
وانسحاباً على التمديد لقائد الجيش هل دخلنا في سيناريو ترشيح جدي له وأصبحنا أمام مرشحين جديين أي سليمان فرنجية وجوزاف عون؟ يشير بيرم الى رأيين في البلد تجاه هذا الأمر:
الرأي الأول يقول أن هذا التمديد لا يقدم ولا يؤخّر في المسار الرئاسي لأن المعادلات التي كانت قبل التمديد لا زالت على حالها.
ففي ذلك الوقت كان هناك مرشح جدي هو سليمان فرنجية لديه كتلة ثابتة من الأصوات معروفين، وهناك مرشحين آخرين مثل الوزير السابق ومرشح محتمل وهو قائد الجيش والتي أتت تسميته من الخارج وليس الداخل، فلم تشهد أي جلسة نيابية اي ترشيح له من قبل نواب او كتلة نيابية، فلا قوة في داخل البلد نيابية أو غيرها ترشح العماد عون.
أما الرأي الثاني فيقول ان التمديد له هو تمديد لفرص انتخابه لمدة سنة فلو أحيل الى التقاعد لفقد كل هذه الفرص، وأصحاب هذا الرأي يقولون انه في لحظة معينة وإذا حكمت الضرورة يمكن أن يصبح رئيساً.
ولكن انتخابه وهو في قيادة الجيش يحتاج الى تعديل دستوري؟ يوضح أنه “إذا تم إتباع نفس الآلية لانتخاب ميشال سليمان فلن يحتاج الأمر الى تعديل دستور، ويؤكد أن عقبة التعديل الدستوري واردة في الوقت الحالي لأنه في المرحلة الحالية لا يمكن تمرير انتخابه اليوم بدون تعديل دستوري”.
وماذا عن غداء المنافسين معاً أي عون وفرنجية؟ يشير بيرم إلى “النكايات السياسية الموجودة في البلد لذلك يوصف ما حصل من غداء بين الرجلين انه جزء من الصراع الذي يخوضه الرجلان في مواجهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لأن القاسم المشترك بينهما هو الخصومة مع باسيل، ولكن ذلك لا يعني ان فرنجية مستعد للتنازل لصالح العماد عون وكذلك الامر لقائد الجيش، وما اللقاء الا في إطار ان زعيماً سياسياً يمكنه اللقاء مع قائد عسكري، مع العلم ان الرجلين غير متخاصمين، إضافة الى اننا في مرحلة “فراغ تحركي” فلا يناقش اي طرف الموضوع الرئاسي”.
أما فيما يتعلّق بزيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى لبنان؟ فيشير إلى “أمر مثير للإنتباه وهو حرص فريق الرئيس نبيه بري على تسريب أنها لم تحمل تهديداً بما يخص تطبيق الـ1701 أو انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني, وهي إذ تطرقت الى الموضوع الا انها تحدثت بطريقة هادئة اختلفت عن المرة الاولى”.
ولكنه يعتبر أن “الزيارة الأهم كانت لرئيس المخابرات الفرنسي برنار ايمييه إلى لبنان، بمعنى بعد 36 ساعة من زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وجاء على عجل وطلب لقاء السيد نصر الله وإلتقى وفق المعلومات مسؤول أمني في حزب الله، مما يشي أنه جاء بمهمّة أمنية كبيرة إلى لبنان، ومع كل هذه الحركة الفرنسية الثلاثية لا تقدّم ولا تؤخر سوى أن فرنسا تحوّلت إلى ساعي بريد تحمل الرسائل من الأميركي والإسرائيلي، وقد سجبت مبادرتها وكفت عنها”.
ورغم الموقف الفرنسي من حرب غزة فلا حزب الله لديه القرار بمقاطعة الفرنسيين وما زال متمسك بهذه العلاقة والدليل لقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد مع لوديان ولقاء ايمييه مع مسؤول امني في الحزب.
ويرى أن الحزب حريص ولديه قرار داخلي بعدم مقاطعة الفرنسيين، وفي المقابل فإن فرنسا حريصة أيضاً على إبقاء قنوات الإتصال مع حزب الله.