يرى العميد المتقاعد فادي داوود, أن “التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية, إن لم تكن مترافقة أو إن لم تكن ترجمة لقرارات سياسية تبقى على ما هي عليه”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, يقول داوود: “من خلال القرارات السياسية الإقليمية والدولية الكبرى نشهد في الداخل اللبناني والمحيط, ترجمة لها تفاهمات معيّنة حتى لو انها غير واضحة كليا على المستوى المحلي أو على المستوى الميداني”.
ويضيف, “ما نراه في الميدان, أن دائرة الإشتباكات تتوسّع يوماً بعد يوم, خصوصاً بعد أن طال القصف الإسرائيلي أطراف مدينة صيدا, وهذا تطوّر أساسي ومهم, لا سيّما أنه متزامن مع الحديث عن القرار 1701, إلا أن السؤال الذي يمكن طرحه, هل القرار 1701 يجب أن يطبّق من الجانب فقط؟”.
ويعتبر أن “ما يحصل من مناوشات على الجبهة الجنوبية, قد يأخذ الوضع الميداني إلى مكان آخر, وبالتالي فإن فرضية الإنزلاق واردة في كل لحظة”.
أما المستوى السياسي, فلا يرى داوود, أن “هناك قراراً بتطوير المعركة, بل ببقائها ضمن الحدود الحالية, ولكن ذلك لا يمنع خطر الإنزلاق على المستوى الميداني, متسائلا في هذا الإطار إلى متى سيتمكّن حزب الله من تحمّل النزف الحاصل في مواجهته مع العدو الإسرائيلي”.
وإذ يرى أن “الحزب يضغط على الإسرائيلي, إلا أنه في المقابل يُستنزف, فالمنازل تقصف, ويؤدّي ذلك إلى حركة نزوح مستمرة, كما أن الإشتباكات حصدت حتى اللحظة حوالي 125 شهيد للحزب, من هنا يسأل داوود, “إلى متى سيتمكّن الحزب من إبقاء الصراع الاحصل ضمن هذا الإطار ويتحمّل هذا النزف”.
ويسجّل “لحزب الله قدرته على الإنضباط الناري والميداني, والتي يصفها بالقدرة الكبيرة جداً, لا سيّما بعد سقوط عدد كبير من الشهداء ورغم ذلك نجحوا في ضبط الوضع”.
وبعتبر أن “قرار توسعة الحرب ليس بيد طرف واحد, لكن “الخربطة” بيد الإسرائيلي وحده, لا سيّما أن رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتياهو لم يعد لديه حلّ إلاّ الهروب إلى الأمام, على اعتبار أنه في حال انتهت المعركة في غزة اليوم, سيذهب مباشرة إلى المحاكمة, ومن ثم إلى السجن”.
ويخلُص داوود, إلى القول: “المناوشات على الجبهة الجنوبية, حتى اللحظة ستبقى على ما هي عليه, إلا أن ما يمكن تأكيده أنها تشهد سخونة يوماً بعد يوم, ولا يمكن نكران ذلك”.