في صيدا …. “كنافة كذابة” في لبنان.. إكتشفوا سرّها الآن
نشرت منصة “بلينكس” الإماراتيّة تقريراً تحت عنوان: “كنافة كذابة في لبنان.. السرّ عند حلو يا سيفو”، وجاء فيه:
ما إن تدخل مدينة صيدا القديمة في جنوب لبنان، حتى تبرز أمامكَ العمارة القديمة. هناك، كلُّ حجرٍ يحمل قصة، فيما كل زاوية تروي حكاية عمرها مئات السنين من العراقة والتراث.
أشهر الساحات في صيدا القديمة هي “باب السراي” التي يمكن أن تصل إليها من مداخل عديدة.
في تلك النقطة، تتحلّق المقاهي والمتاجر ضمن أبنية تراثيّة تحمل عبق الماضي بكل تفاصيله، ومن بينها يأتي محل حلويات يتصدّر الساحة ويشدّ الأنظار باسمه “حلو يا سيفو”.. فما هي قصة هذا المكان؟ بماذا يشتهر؟ وماذا يُقدّم؟
من “عربة” بدأت الحكاية
تسمية “حلو يا سيفو” جاءت من اسم صاحب المتجر سيف الدين العبد، 49 عاماً، الذي يقوم بصناعة الحلويات بنفسه داخل معمله الصغير الموجود قرب متجره.
يروي سيفو لـ”بلينكس” تفاصيل بداياته مع صناعة الحلويات، ويقول إنَّه وبعدما بدأ العمل مع والده في ثمانينيات القرن الماضي في المجال نفسه، آثر اتخاذ درب الاستقلالية، فاشترى عربة صغيرة بدأ يبيع عبرها الحلويات في صيدا.
إثر ذلك، انتقل سيفو إلى متاجر حلوياتٍ أخرى حيث عمل ضمنها، قبل أن يختار افتتاح متجره الخاص في صيدا القديمة.
“الكنافة الكذابة”.. سرّها عند سيفو
سيفو مشهور ببيع مختلف الحلويات إلى جانب تلك التي تتضمن القشطة، خصوصاً ما يُعرف بـ “المدلوقة”.
السرّ الأكبر الذي يتميّز به الحلونجي سيفو هو إعداده لما يُسمّى بـ”الكنافة الكذابة”، وهو الطبق الذي يستقطب من خلاله زواراً من صيدا ومناطق لبنانية أخرى.
يقول سيفو لـ”بلينكس” إنَّ هذه الحلوى ليست موجودة في أي مكان، كما أن لديها سرّ معين يرتبط بالنكهة التي تجعلها تختلف عن الكنافة العادية، لكنها في الوقت نفسه تُشبهها.
يضيف: “الكنافة الكذابة هي طبق أساسي لدينا، فبعدما نقوم صباحاً بإعداد الكنافة العادية، نبادر بعد ذلك وخلال فترة الظهيرة إلى إعداد الكنافة الكذابة التي تُعدّ حلوى مسائية بالنسبة للكثيرين”.
مزيج بين “القطايف” والكنافة
سيفو يشرح أنَّ “الكنافة الكذابة” هي مزيج بين القطايف من جهة والكنافة العادية من جهة أخرى، ويضيف: “نقوم بصبّ قوالب دائرية كبرى من القطايف قبل أن نقوم بوضع طبقة سميكة من الجبنة بينها. بعدها، نقوم بدهن العجينة بالسمنة قبل خبزها لتأخذ اللون الأسمر الذي سيختلط مع القطر السائل في نهاية المطاف”.
يوضح الحلونجي سيفو أنَّ فترة إعداد صدر “الكنافة الكذابة” يستغرق تقريباً بين 20 إلى 30 دقيقة فقط، مضيفاً أنَّه يمكن إضافة بعض المكسرات ليُصبح الطعم لذيذاً أكثر.
ابتكار رغم الأزمة
يؤكد سيفو أنّ مبادرته إلى ابتكار “الكنافة الكذابة” على الطريقة الصيداوية، جاء انطلاقاً من إيمانه بضرورة “التفرُّد” بحلوى معينة تصبح بمثابة “هوية” خاصة بالمتجر.
خلال حديثه يقول سيفو: “في مناطق وبلدان أخرى، الكنافة الكذابة موجودة لكن الابتكار الذي بادرنا إليه كان مرتبطاً بالعجينة. هناك من يصنع تلك الكنافة بالتوست، لكننا فضلنا الانطلاق من حلوى يعرفها مطبخنا اللبناني وهي القطايف، وبالتالي جعلها أساسية في طبق الكنافة الكذابة الذي نتميز به”.
سيفو يعتبر أيضاً أن التطوير في العمل والابتكار بصناعة الحلوى كان بمثابة تحدّ للأزمة الراهنة، ويشرح أنه عندما بدأ بصناعة الكنافة الكذابة، “قيلَ له أنها قد لا تنجح بسبب الأزمة”، وأضاف: “لكن رغم ذلك، تحدّيت الواقع واستمريت بصناعتها وكنت أرى الزبائن تأتي إليّ من صيدا والجوار وحتى من المدن الأخرى. الإصرار كان كبيراً على إنتاج حلوى لذيذة لا ينساها الزائرون”.
ماذا عن الأسعار؟
المواد الأولية التي يستخدمها سيفو لصناعة “الكنافة الكذابة” كلها بالدولار، إلا أنه آثر رغم ذلك أن يستمرّ ببيع الحلوى بالليرة اللبنانية، ويقول “لن نقول للزبون إن الكنافة مدولرة (نسبة إلى الدولار). إننا نشعر بالآخرين، ولهذا فإن أسعارنا ليست مرتفعة لأنها تراعي المستوى الاجتماعي للمنطقة التي نعمل ضمنها”.
ويُكمل: “صحن الكنافة الكذابة يبلغ 200 ألف ليرة لبنانية، 2 دولار تقريباً. بينما الكنافة العادية، فإنّ سعرها معروف أنه يتراوح بين 100 و150 ألف ليرة، في حين أن هناك متاجر تبيعها بثمنٍ أعلى”.
ويتابع: “في الحقيقة، يمكن ألا يكون ثمن طبق الكنافة رخيص بالنسبة للكثيرين، لكنه في الوقت نفسه يعتبر زهيداً أمام الأطباق الأخرى والسبب هو الكمية. كما يقال باللغة اللبنانية، فإننا نحرص أن يكون الطبق لدينا مدعوم و”محرز”، لا أن تكون القطعة صغيرة لا يشعر بها الزبون بتاتاً”.
“الكنافة الفلسطينية”.. هل هي نفسها “الكذابة”؟
مثلما يوجد في لبنان “كنافة بالجبن والقشطة”، هناك أيضاً حلوى مماثلة ومشهورة في فلسطين وتُعرف بـ”الكنافة الفلسطينيّة”، ولكن هل الأخيرة هي نفسها “الكنافة الكذابة”؟
يقول سيفو إنَّ الحلوى الفلسطينية المذكورة مختلفة تماماً عن “الكنافة الكذابة”، مشيراً إلى أنها تتميّز بأمر واحد عن الكنافة اللبنانية، وهي أن عجينتها تأتي أكثر خشونة، بينما الأخيرة تتميز بالعجينة الناعمة.
أضاف: “أما في ما خصّ باقي المكونات فهي نفسها، لكن الطبق المرغوب بشكل أكبر في السوق اللبناني هو الكنافة العادية لاسيما مع الكعكة الخاصّة بها”.
(بلينكس – blinx)