لا يزال رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بن يامين نتانياهو مصراً على فكرة استمرار الحرب على غزة، فهو يرفض كل حديث علني عن انتهاء الحرب في وقت قريب، وهو الذي حدد مؤخراً ثلاثة شروط لتوقف الحرب هي القضاء على حماس، والقضاء على السلاح في غزة، والقضاء على التطرف في القطاع، وبالتالي أعاد التشديد من جديد على السقوف العالية التي وضعها الكيان منذ اليوم الأول للحرب.
بالمقابل، لا يبدو أن الاميركيين قد قرروا الضغط اللازم على “اسرائيل” لإيقاف الحرب، ونهاية العام الجاري لن تكون مغايرة للشهرين الأخيرين منه، حيث استمرار للقصف على غزة واستمرار الحرب عليها، ما يعني استمرار المعركة الجارية على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة.
من حيث المبدأ، لا يمكن الحديث عن وقف للعمليات العسكرية في جنوب لبنان، قبل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا سيما أن أصل إنطلاق العمليات العسكرية في هذه الجبهة، من جانب حزب الله، هو مساندة غزة والتضامن معها، وبالتالي الحديث عن حرب طويلة في القطاع تمتد أشهراً بحسب التسريبات “الإسرائيلية”، يعني أن الأوضاع في لبنان ستبقى مشتعلة أيضاً، مع ما يعنيه ذلك من احتمال تطور الأمور نحو الاسوأ في أي لحظة.
في هذا السياق، فتحت عملية اغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي السورية، إمكانية حصول عمليات اغتيال مماثلة في لبنان، لا سيما أن “إسرائيل” سبق لها أن هددت بهذا الأمر، حيث من الممكن أن تبادر إلى استهداف قيادات فلسطينية تقيم على الأراضي اللبنانية، بحجة أن هؤلاء يقومون بعمليات عسكرية ضد “الاسرائيليين” من الاراضي اللبنانيين، الأمر الذي سيعني، من حيث المبدأ، تصعيد لوتيرة المواجهات، خصوصاً أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله سبق له، منذ ما قبل العدوان الحالي، أن حذر من هذا الأمر.
بغد اغتيال القيادي الإيراني في سوريا، فُتح الباب أمام أسئلة حول مصير الجبهة الجنوبية بحال قرر حزب الله الرد على العملية من جنوب لبنان، ولكن بحسب مصادر متابعة فإن حزب الله يعمل في الجنوب وفق معادلات وضعها بنفسه منذ اليوم الأول للحرب على غزة، ويقيس الأمور بميزان من ذهب، وتُشير المصادر الى أن المعركة مع “الاسرائيلي” طويلة ومقعدة، وهي خاضعة لحسابات النقاط، كما أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سابقاً، وبناء على كل هذه المعطيات تكون التحليلات.
وتؤكد المصادر أن العدو الاسرائيلي لا يزال حذراً من القيام بعمليات اغتيال في لبنان، سواء لقيادات من حزب الله أو من القوى المقاومة الفلسطينية، ولكنه قد يقوم بذلك في المرحلة المقبلة كنوع من أنواع تصعيد الحرب، وبحال حصل ذلك سيكون رد المقاومة في لبنان حتمياً، ولكن ضمن الحسابات التي تفيدها هي ولا تُفيد “الاسرائيلي”، الذي يرغب حتماً بجر الحزب وإيران الى الحرب، للاستفادة من كل الوجود الغربي العسكري في المنطقة، ويضغط لتحقيق ما يريده بالسياسة أو بالحرب، وهو ما لن ينجح فيه بالحالتين.
محمد علوش-الديار