بالنظر الى ساحة المعارك القائمة بعنوان “طوفان الاقصى” فإنه بالرغم من عدم تحولها الى حرب شاملة بمعنى اشتعال الساحات دفعة واحدة، يبدو الميدان مفتوح الجبهات ومترابطا وان بشكل متقطع، جعل معه تل أبيب في وضعية مواجهة مسرح عمليات مركب ومعقد كونه يتألف من عدة ميادين تفرض عليها ومن ورائها واشنطن، جملة تحديات مختلفة ومتفاوتة الخطورة. وفيما تضع جبهة الشمال اللبنانية اسرائيل امام معادلة قواعد اشتباك جديدة مع حزب الله فرضتها حرب غزة وما تبعها من تطورات جعلتها على اهبة استعداد لحرب غير مستبعدة ونقل المواجهة من حرب اشغال الى حرب استنزاف، لا يقل المشهد خطورة في البحر الاحمر حيث يقود الحوثيون في اليمن فرض حصار بحري على جزء مهم من تجارتها الداخلية ومعها اوروبا التي هي اكثر اعتمادا على شريان البحر الاحمر. وفي العراق البعيدة نسبيا عن ساحة المواجهات المباشرة فإن ضربات المقاومات ايضا هناك ضد القواعد الاميركية ينذر بأخطار جيوسياسية لا يستهان بها.
ازاء هذا الواقع المتصاعد، لا زالت اسرائيل على تعنّتها ورفضها وقف الحرب، بالرغم من جميع الحلول والمفاوضات والتسويات وحتى المقايضات التي يُدفع بها لتهدئة الجبهات من قبل الدول الغربية والاقليمية تخوفا من عواقب لا تحمد عقباها على صعيد الصراع وانفجاره في المنطقة بما يهدد امن مصالحها على كل المستويات.
وفي لبنان، تبدو العيون شاخصة الى خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المنتظر مع مطلع العام الجديد وتحديدا في 3 كانون الثاني، بعد صمت منذ هدنة غزة الماضية، بالرغم من التطورات المهمة المتعلقة بمستقبل جنوب الليطاني والتدخل الغربي الضاغط بتفويض فرنسي، ومقابل حراك الاليزيه وطروحات لودريان وهوكشتاين حول الـ 1701 وخطط تفعيل القرار المذكور، وبمعزل عن تعاطي حزب الله وما اسرّه رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماعه مع هوكشتاين، تقول المصادر ان “استراتيجية الصمت المتبعة هي السائدة من قبل الحزب وترك الميدان يتكلم من خلال البيانات التي يصدرها اعلامه الحربي، ولا كلام او مفاوضات حول الملفات السياسية اللبنانية الا بعد انتهاء الحرب في غزة، ولكن ما يحتم اطلالته المستقبلية الجديدة هو اعادة وضع النقاط على الحروف بما يخص الداخل السياسي الذي بدأ يتفاعل مع ضغوطات تطبيق القرار 1701 وهو ما يحتم عليه القاء خطاب لمناقشة تداعيات هذه الضغوط امام الرأي العام الخاص ببيئته اولا، ثم اللبناني ثانيا”.
هيلدا المعدراني-ليبانون فايلز