أزمة “خطيرة” تدّق أبواب الـ 2024… وتستبيح مناطق لبنانية عدّة
يعود مطمر الكوستا برافا الصحي ليشكّل العنوان الأبرز في الأخبار خلال الأيام الأخيرة, وينذر بأن الأمور ذاهبة باتجاهات سلبية تهدّد اهالي مناطق عديدة من لبنان وتعود إلى نقطة الصفر في ظل غياب لأي معالجة جدية وخطط مسبقة من قبل الحكومة منذ ما قبل 2015.
فالإجتماع الموسّع الذي عقد في مبنى إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لمتابعة موضوع المطمر دقّ ناقوس الخطر, لا سيّما أن المطمر كما تكشف المعلومات لـ “ليبانون ديبايت”وصل إلى ذروته الإستيعابية بحيث لن يعود بعد بضعة أشهر قادرا على استقبال أي من نفايات المناطق المجاورة حتى.
وإذ أكّد وزير البيئة ناصر ياسين في وقت سابق لـ “ليبانون ديبايت” إلى أن العمل جار لتفادي أزمة نفايات في مطلع العام 2024, إلا أنه بحسب معلومات الموقع, فإن القدرة الإستعابية للمطمر الصحي وصلت تقريبا إلى الذروة.
يذكر أن هذا المطمر الصحي الذي اختارته الدولة في العام 2016 ليستقبل النفايات من عدد من المناطق منها قضاء بعبدا ومدينة الشويفات وجزء من بيروت. إلا أنه مع مرور الوقت، تم إضافة قضاءي عاليه والشوف، واستمر استقبال نفايات هذه المناطق حتى اليوم. كما آنذاك اختارت الدولة مطمر برج حمود لاستقبال نفايات من بيروت والمتن وكسروان باستثناء جبيل.
إلا أنه اليوم واستباقاً لأزمة نفايات تدق أبواب البلدات الخمس الأساسية التابعة لاتحاد بلديات الضاحية مع مطلع العام 2024، قرّر اتحاد البلديات عدم استقبال نفايات بعبدا, عاليه والشوف, باستثناء مدينة الشويفات والبلديات التابعة له، لأن ذلك سيؤدي إلى إقفاله نهائياً بعد 3 او 4 اشهر، وتجدر الإشارة لمعلومات من الاتحاد بأن اللاعمال في المطمر هي وفقا للمواصفات والشروط الفنية العالمية.
لكن ليست القدرة الإستيعابية للمطمر هي المشكلة الوحيدة, بل أن أزمة أخطر من هذه تطل برأسها مع تمنّع الشركات عن التقدم إلى أي مناقصة تطرحها الحكومة اللبنانية بهذا الإطار كما حصل في المناقصات السابقة لعدة أسباب أبرزها عدم استقرار سعر الصرف كون العقود التي تبرمها الدولة هي بالليرة اللبنانية او باللولار والخوف من تخلّف الدولة في ظل الإنهيار الإقتصادي من عدم الوفاء بالتزاماتها، والشركة المتعهّدة التي بدأ عملها في المطمر منذ العام 2016 انتهى عقدها في العام 2022، ولكنها استمرّت الشركة المتعهدة بالعمل وتنفيذ الاشغال وتشغيل المطمر الصحي بطلب من الدولة وتجدر الإشارة أيضا بعدم قدرة البلديات بالقيام بمثل هذه الاعمال.
ووسط الأفق المسدود والحلول المبتورة فإن الأجواء تشي بأننا مع مطلع العام 2024، مقبلون على أزمة نفايات، وأننا سنعود إلى مشاهد تكدّس النفايات في كافة الشوارع والبلدات التي تورد نفاياتها إلى مطمر الغدير الصحي (الكوستا برافا).
إلا أن هذه الأزمة قد لا تكون مبنيّة على موضوع القدرة الإستيعابية للمطمر الصحي بل تبيّت أهدافاً أخرى لا سيّما أن الدولة أعطت 32 مليون دولار للبلدات المحيطة بمطمري برج حمود والكوستا برافا، فهل هذه الصرخة والتحدّي بمنع وصول نفايات المناطق الأخرى إلى المطمر الصحي هدفها الضغط للحصول على مبالغ إضافية من الدولة؟
ولا بد من السؤال اليوم، أين المعالجة الرسمية للملف؟ وأين الحلول المستدامة غير المؤقتة والبدائل بعد امتلاء مطمر الكوستا برافا بالنفايات أي بعد حوالي اشهر من عام 2024؟ أم أن الدولة عاجزة حتى عن إيجاد حل مستدام لأزمة النفايات التي تطلّ من وقت لآخر وتقلق اللبنانيين على بيئتهم وصحتهم؟