قبلان يُحذر: نحن على أمتار عدة من كارثة نوعية
ألقى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، توجه فيها “إلى اليمن وخاصة بعد العدوان الأميركي البريطاني على هذا البلد العزيز الشريف، ونقول: من مفاخر صنعاء أنها عدو لأميركا وبريطانيا وإسرائيل، وكل طرف عربي أو إسلامي شريك بالعدوان الأميركي البريطاني على اليمن هو خائن، والعين بالعين والبادي أظلم، وزمن الاستضعاف انتهى، وصنعاء مهما أصابها تبقى قوة لا تعرف الهزيمة، والنِّزال بباب مندبها، وواشنطن القوية انتهت ولم تعد ترهب أحدا، وهي اليوم تعيش عصرا آخر، وميزان المنطقة بصالح محور المقاومة القوي، والمحور جاهز لدفع الأثمان التي تصب بتعديل موازين القوى، وشطب خريطة الشرق الأوسط الماضية، ولحظة انفجار المنطقة سيرى العالم ما لا يخطر ببال أحد على الإطلاق”.
بالنسبة للوضع في لبنان، اعتبر المفتي قبلان أننا “في بلد مأزوم وصاحب دولة مشلولة، وفلتان يبتلع كل شيء، مع العلم أن مالية الدولة تحسنت بشكل كبير مع الدولرة، إلا أنه للأسف لا وجود لها، لا على مستوى وزارة صحة، ولا على مستوى الضمان الذي يعاني منه ومن طريقة عمله معظم عمال لبنان، فضلا عن الخدمات الاجتماعية وغيرها. والمشكلة بالسياسة، لأن القطيعة السياسية تأكل أخضر البلد ويابسه. والمطلوب أن نجبر بعضنا البعض على طاولة وطنية للخروج بحل وطني، ومن يمتنع فهو بين اثنين، إما خائن للمصلحة الوطنية أو مرتبط بلعبة خارجية، ولا ثالث بينهما”.
وأضاف، “البلد يعيش كارثة لا يمكن أن نخرج منها إلا بالتلاقي والتفاوض والحوار للخروج بتسوية رئاسية تنقذ الدولة من قاع الاندثار”.
واعتبر قبلان، أن “كل الحركات الدولية التي تحج للبنان إنما سببها محاولة تأمين مصلحة تل أبيب فقط، مع ما تعيشه من هزيمة أصابت جيشها الأسطوري الإرهابي. نعم إن ما يجري في غزة انتصار كبير، وما يجري على الجبهة الجنوبية للبنان انتصار ساحق للمقاومة، وحسب صحيفة هآرتس “عبارة عن قوة قتال صادمة لم يشهدها الجيش الإسرائيلي من قبل” لتنتهي إلى حقيقة مفادها “انتهى الزمن الذي يمكن للجيش الصهيوني أن ينتصر فيه على مقاومة لبنان”.
وتابع، “من هنا يجب الالتفات أن لبنان قوي بمقاومته، ويجب الاستفادة من هذه الوضعية في أي تفاوض مستقبلي، وكل شيء ممكن، إلا ترك غزة وحدها، ووطنيا كل شيء ممكن إلا سيادة لبنان.
أما بخصوص الموازنة والرسوم والضرائب العشوائية، لفت قبلان إلى، أنه “طالما سكتنا بسبب الضرورة الوطنية لمالية الدولة، إلا أننا لا نستطيع أن نسكت عن تمرير سلة مجنونة من الرسوم التي تطال صميم الفقراء، والمحزن أن أغلب الشعب اللبناني أضحى فقيرا. فضلا عن نسفها لأي إمكانية نهوض اقتصادي، ولا حل اقتصاديا من دون حل مشكلة الودائع والمصارف”.
وأردف، “للحكومة والوزارات المختصة والأجهزة الأمنية والقوى السياسية في كل لبنان” بالقول:”إن النزوح تهديد وجودي للبنان، ونحن على أمتار عدة من كارثة نوعية بسبب تراكم مخاطر النزوح وتوطنه بكل شبر من هذا البلد، وضغطه على كل القطاعات اللبنانية فضلا عن الجرائم الصادمة والخطر الديموغرافي الذي بلغ مرحلة الكارثة الوطنية، ولذلك لا بد من قرار سيادي سريع، وأولى القرارات السيادية تكمن بفتح البحر أمام النزوح، ومعاقبة أوروبا التي لا تفتأ تهدد لبنان”.
وختم متوجهًا الى “أصحاب القرار السياسي” في لبنان: عليكم بفتح البحر أمام النزوح وسترون كيف تتوسلكم أوروبا على الأبواب، وأي استهتار واستخفاف بملف النزوح لا يمكن أن نطلق عليه إلا خيانة وطنية وجودية للبنان، وكفانا خيانة لهذا الوطن وأهله”.