مدينة لبنانية تتنفّس الصعداء بعد “المعاناة”
“مع كل شتوة صيدا بتغرق بالنفايات”, وفي ظل التوقعات باشتداد ذروة المنخفض الجوي في الساعات المقبلة, عاد إلى الأذهان الوقت العصيب الذي عاشته صيدا خلال المنخفض الجوي السابق الذي أغرق شوارعها وأحيائها. فما هي الإجراءات التي تقوم بها البلدية ونواب المدينة لتلافي الكارثة؟!
في هذا الإطار, كشف النائب عبد الرحمن البزري, عن “ملامح الحلول الجدية لمشكلة النفايات التي بدأت تظهر إلى العلن, وذلك بالتنسيق والجهود التي قامت بها القوى السياسية وتحديداً النيابية في المدينة مع البلدية وإتحاد بلدية صيدا – الزهراني, إضافة إلى جهود وزارتَي البيئة والداخلية, ورئاسة الحكومة ومجلس النواب، وقد تمكّنا من وضع حجر الأساس لحلّ المشكلة”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أوضح البزري, أن “الحل يكمن من خلال ضمّ عملية النفايات ولو مؤقتاً إلى مسؤولية مجلس الإنماء والإعمار أُسوةً ببلدية بيروت وبلدية جبل لبنان, خصوصاً أن الشركات المتعهّدة المولجة بجمع النفايات, تصل إلى حدود مدينة صيدا في جبل لبنان الجنوبي”.
وأضاف, “مسألة النفايات سوف تتحوّل إلى إمكانية توقيع عقد بين مجلس الإنماء والإعمار والشركات التي تجمع النفايات لمدّة ثلاثة أشهر وربّما أكثر, ومن خلالها يتمكّن إتحاد بلديات صيدا الزهراني من وضع مناقصة جديدة ضمن شروط أشرفت عليها هيئة الشراء العام, لاستدراج عروض حديثة لجمع النفايات”.
ولفت إلى أنه “عند الإنتهاء من تثبيت عملية الجمع, سوف تبدأ عملية صيانة وتنظيف الشوارع وحمايتها من خطر إنتشار النفايات, على أن تبدأ المرحلة الثالثة والتي هي أكثر تعقيداً, وهي مشكلة مركز معالجة النفايات في صيدا الذي لا يقوم بواجبه إطلاقاً, رغم الأموال الذي يحصل عليها من الصندوق البلدي المستقل”.
وأشار إلى أن “هذه المشكلة تحتاج إلى تظافر وجهود الجميع, سواء على مستوى المدينة, إن كان سياسياً, وبلدياً, وأهلياً, ومجتمعياً, إضافة إلى مساعي من قِبل وزارتَي البيئة والصناعة وغيرها من الجهات الرسمية الناظمة والمشرفة”.
وتطرّق إلى العاصفة التي تهبّ في البلاد, والتي أثرّت في الماضي بشكل سلبي على المدينة, وأدّت إلى غرق شوارعها وإنتشار النفايات فيها, مؤكّداً أن “جهوداً حثيثة بُذلت في الأيام التي سبقت هذه العاصفة بالتعاون بين بلدية صيدا وبعض المقاولين المحليين والمجتمع الأهلي, أدّت إلى قيام الآليات بالتنسيق مع البلدية, بجمع أكبر كميات ممكنة من النفايات في المدينة درءاً لوقوع مشكلة بيئية جديدة”.
وختام حديثه، أمل البزري, أن “تكون هذه الإجراءات ولو أنها جزئية وغير كاملة, كافية لأجل تجنّب ما حصل في السابق”.