هل اقترب السيناريو الأسوأ

هل اقترب السيناريو الأسوأ

لم تعد الضمانات والضوابط بعدم انزلاق لبنان إلى الحرب مع إسرائيل، ترقى إلى مرتبة طمأنة أي طرف على الساحة الداخلية، بعدما كان الخوف من هذه الحرب مقتصراً على “أصدقاء إسرائيل” الذين تهافتوا إلى بيروت منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، محذّرين من “السيناريو الأسوأ”.

وعلى وقع التناقض بين ما هو مُعلن، وما هو حاصل على الأرض، وصولاً إلى حسم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموقف اللبناني الرسمي، ولو بشكلٍ مثير للجدل والإلتباس، أعطى جواباً أولياً على كل التساؤلات عن امتداد الحرب إلى لبنان، إلاّ أنه لم يطمئن السائلين في الداخل على وجه الخصوص إلى ما ينتظر لبنان واللبنانيين، وذلك على الرغم من كل الملحقات “التفسيرية” الواردة في إطلالاته الإعلامية من دافوس في اليومين الماضيين.

ومع تأكيد تلازم المسارين الجنوبي و”الغزاوي”، بدأت أوساط سياسية مطلعة، تشكِّك في التطمينات الأميركية والفرنسية أولاً، والإيرانية ثانياً، برفض الحرب أو انزلاق لبنان إليها، خصوصاً وأن إسرائيل في المقابل مستعدة لها “كلامياً” فقط.

لكن ارتفاع لهجة التهديد الإسرائيلية والحماوة على الساحات المساندة لغزة، وما تسرّب عن محادثات للموفد الأميركي الخاص آموس هوكستين في بيروت، قد ساهم في تعزيز وتضخيم هذه الشكوك، التي لم تعد تقتصر على المسؤولين السياسيين بل انتقلت إلى مرجعيات دينية عدة، جرّاء الإصطفاف الواضح للبنان كله في محور واحد، وزوال التمايز ما بين لبنان الرسمي من جهة و”حزب الله” من جهةٍ أخرى.

ولم تنسَ هذه الأوساط، الإشارة إلى الجهات الفلسطينية التي دخلت على خطّ المواجهات العسكرية في الجنوب، والتي بدا لأكثر من جهة داخلية أو خارجية أن ميقاتي “يتبنّى” عملياتها، وبالتالي فهو يوصد الباب أمام الحلول الديبلوماسية؟

قد تكون التطورات المتسارعة جنوباً، لا تخلو من الخطورة وربما الخطورة الشديدة، في القادم من الأيام، تقول الأوساط ل”ليبانون ديبايت”، لأن إمكان توسّع الحرب لتشمل جنوب لبنان، يبدو بديهياً، ما قد يستلزم التمسّك بالطروحات الديبلوماسية التي حملها هوكستين أخيراً، وذلك عبر الإعلان عن جهوزية لبنان لتطبيق القرار الدولي بدءاً بانسحاب إسرائيل من النقاط المتنازَع عليها في الحدود، مع ما يعنيه ذلك من موافقة الحزب على خطوات مقابلة.

وبالتالي، فإن رهن أي بحث في الوضع على الجبهة الجنوبية بانتهاء الحرب في غزة، وفق رئيس الحكومة، يتناقض مع إعلان لبنان الرسمي وعلى لسان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن الإستعداد لتنفيذ القرار الدولي 1701 “بحذافيره”، وهو يعني تحديداً الفصل بين المسارين اللبناني و”الغزاوي”.

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد

Exit mobile version