يكاد المزارع اللبناني لا يستفيق من الأزمات التي تتوالى عليه من مختلف الجهات فلا الطقس يرحمه ولا العدوان الإسرائيلي الذي يقضي على مساحات واسعة من الأراضي الحرجية، لتأتي أزمة البحر الأحمر وتضرب ما تبقّى من إمكانيات لديه لتصدير بعض منتجاته.
فما هو الواقع الحالي للمزارعين؟ وكيف يتدبرون أمورهم وسط إهمال رسمي لمعالجة الأزمات ومنها أزمة المزارعين؟
في هذا السياق, أكّد رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي, لـ “ليبانون ديبايت”, أن “لبنان بلد ناشط عالمياً في التجارة إن كان بالتصدير أو بالإستيراد, وبالطبع سيتأثّر بالحرب القائمة في المنطقة, لا سيّما بما يحصل في البحر الأحمر”.
ولفت إلى أن “الإستيراد لم يتأثّر بما يحصل في البحر الأحمر, إلا أن كلفة النقل إرتفعت, الأمر الذي سينعكس حتماً على أسعار كافة السلع التي تستورد من الشرق الأقصى من مسالك أخرى غير باب المندب”.
أما فيما يتعلّق بالتصدير لا سيّما تصدير المنتجات الزراعية, أكّد ترشيشي, أن “القطاع تأثّر, على اعتبار أن كل الإنتاج يمرّ عبر قناة السويس, ليمر بالبحر الأحمر, وباب المندب, ومن ثم يصل إلى الخليج العربي من الخلف”.
وأشار إلى أن “لبنان تأثر حتماً بذلك, لا سيّما أن الطريق البرية مغلقة, ولا بديل عنها”.
إلا أن ترشيشي, لفت إلى أمر “هام” وهو أن “الانتاج في لبنان في هذا التوقيت أقل من المواسم الأخرى, وبالتالي فإن أعداد كثيرة من المنتجات الزراعية لا تُصدّر في هذا التوقيت، وما يتم تصديره اليوم هو بقايا العنب الذي تخزّن من فصل الصيف, كمية من البطاطا, وموسم الحمضيات, فهذه المنتوجات هي التي تأثّرت بالحرب الحاصلة”.
وكشف عن أن “إحدى الشركات لم تتخلَّ عن لبنان واستمرت برحلة كل أسبوعين بعد أن كانت تقوم بـ 2 أو 3 أسبوعيا, حتى أنها تعبر البحر الأحمر, لكن للأسف فإن باقي الشركات أوقفت رحلاتها نهائياً وأعلنت رسميًا بأنها توققّت عن المرور عبر البحر الأحمر”.
وشدّد على أن “المنتوجات الزراعية لا تتحمّل السفر لمدّة شهر أو أكثر عبر الرجاء الصالح, لذلك نفضّل أن نبقى على الشركة التي تقطع من البحر الأحمر”.
وفي الختام, أكّد ترشيشي, أن “المزراع يعاني, فالمشاكل والهموم في ظهره, إلا أنه تعوّد على المشاكل والحلول, على اعتبار أن لا خيار آخر له, إلا الصمود في أرضه”.