تتواتر الأخبار عن ضربة كبيرة ستقوم بها إسرائيل على لبنان مع استمرار التصعيد عند الجهة الجنوبية، ممّا يثير مخاوف الكثير من اللبنانيين الذين يعيشون حالة من القلق المستمر من توسع الجبهة وصولاً إلى حرب مفتوحة.
تعلّق مصادر معنيّة بالملف وقريبة من أجواء المقاومة, أن “كل ما يُثار عن ضربة قريبة ما هو إلا من باب التهويل ولا يمت إلى الواقع على الأرض بصلة”.
وتذهب المصادر إلى أبعد من ذلك بتفسير الأمر, فتلفت إلى أن “التدخلات الخارجية والوسطات بدأت بتحذير الحزب ثم التهديد حتى وصلت أخيراً إلى الإغراءات، ممّا يعني تراجعاً في مقاربة موضوع الحرب”، وتكشف المصادر عن “أن الأمور وصلت في الآونة الاخيرة إلى مبادرة “صادمة” تؤكد استجابة العدو للحديث مع لبنان بالنقطة B1 والتي كانت إسرائيل تتشدد حيالها، كما أبدت استعداداً للإنسحاب من كافة النقاط الـ13 المتنازع عليها، أما ما يخصّ مزارع شبعا فاقترحت الوساطة أن توضع تحت إشراف أممي أي خروج إسرائيل وحزب الله من هذه المنطقة.
لكن المصادر, أكدت أن “حزب الله رفض بالمطلق أيّة مفاوضات تـتي على حساب غزة فهو ليس بوارد خذل أهالي غزة أو قوى المقاومة فيها”.
ولم تُغرّه التلميحات, بأن “عليه أن يستفيد من هذه المكاسب مع دخول المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، وبقي مصراً على موقفه بأنه لن يناقش أي طرح قبل وقف إطلاق النار على غزة”.
وتؤكد المصادر, أن “الحزب يمارس أعلى نسبة من ضبط النفس وتجلّى ذلك بعد عدة استفزازات صارخة أبرزها موضوع اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري”، ولكنها تلفت إلى أن “العدو أيضاً يمارس ضبط النفس وتجلّى ذلك أيضاً بعد ضرب قاعدة ميرون الجوية والتي كانت مؤلمة كثيراً له، فضبط النفس يأتي من الطرفين وهو ما يعني أن الحديث عن حرب واسعة ليس بزهن أي من الطرفين حالياً”.
وتذكّر المصادر, أن “الحزب اعتمد منذ البداية على إرساء معادلة مع العدو أي جندي مقابل جندي ومدني مقابل مدني وعمق هدف بعمق مماثل، وترجم ذلك في كافة أعمال الرد على أي عدوان”.
وتخلُص المصادر, إلى أن “من يظن أن الذهاب إلى الحرب أمر سهل ويراهن على هذا الأمر, يجب أن يعيد حساباته فساحة الميدان تختلف تماماً عن ساحات وسائل التواصل والإعلام”.