دعوات “صارمة”… هذا ما تخشاه إسرائيل
يرى الكاتب والمحلّل السياسي غسان ريفي، أن “كل الزيارات التي يقوم بها الموفدين إلى لبنان لها هدف وحيد وهو الدعوة الصارمة إلى ضبط النفس وعدم الإنزلاق إلى حرب، وبالتالي هذ الدعوات لا تأتي من باب الخوف والمحبة على لبنان إنما تأتي من باب الخوف على إسرائيل لأنها لا تستطيع أن تخوض حربين في الوقت نفسه، خصوصًا أن جيشها لا يتحمّل أن يخوض حربًا ثانية بعد حرب غزة”.
ويؤكّد ريفي في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “هناك سباقًا بين التهدئة وبين الحرب، ونحن نعلم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه مصلحة اليوم في بقاء هذه الحرب وتوسعها لعدة أسباب، منها أن إطالة أمد الحرب تطيل عمره السياسي وهو يُدرك تمامًا أن عملية وقف إطلاق النار وفرض التهدئة الشاملة في المنطقة ستحوله إلى جثة سياسية وربما قد يتعرّض للقتل”.
ويشير إلى أن “نتنياهو يحاول إستدراج أميركا إلى الحرب مع لبنان لدعمه، خصوصًا أن عنوان هذه الحرب هو ضرب البنية العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان ولحزب الله، لذلك يسعى إلى إستدراج عطف الدول الاوروبية بعدما سقط قناع إسرائيل أمام هذه الدول وظهرت بصورة المجرم القاتل والوحشي بعد المجازر التي إرتكبتها في غزة”.
وإذْ يلفت إلى أن “أميركا لا تريد هذه الحرب وصحيح هي تدعم إسرائيل لكن هناك إختلافًا في وجهات النظر وعمليات التكتيك، وسبب ذلك أن أميركا ترى بأنه يُفترض اليوم أن يتم وقف إطلاق النار للتخفيف من الخسائر التي بدأت تتعرض لها لا سيما أنه في الأيام الأخيرة تم إستهداف القواعد العسكرية التابعة لها في الأردن وفي سوريا، وبالتالي هي لا ترغب بدخول مستنقع الشرق الأوسط، خصوصًا لناحية الإنتخابات الأميركية التي إقترب موعدها”.
ويُشدّد المحلّل ريفي على أن “كل من يدعم إسرائيل يُدرك أن الحرب مع لبنان ليست نزهة وأنها ستكون مكلفة وستؤدي إلى دمار مناطق ومستوطنات كاملة لأنه كما قال أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله عندما تُفرض علينا الحرب لن نلتزم بضوابط ولا بأي سقوف وهذا ما تخشاه إسرائيل، ومن هنا نرى أنها تعتمد على التهويل فقط لا أكثر”.