طلاب الجنوب بين قوّة القصف وضعف “الإنترنت

رمال جوني – “نداء الوطن”

هل نحن أمام مرحلة انهيار التعليم المتعلق بمدارس الشريط الحدودي؟ سؤال بدأ يفرض نفسه في الآونة الأخيرة، لا سيّما مع تراجع مستوى التعليم في هذه المنطقة، حيث لجأت غالبية مدارسها الرسمية والخاصة الى التعليم عن بعد. يدقّ جرس المدرسة، تلتحق ليال مدرّسة اللغة العربية في مدرسة حولا الرسمية مع بداية الحرب، اتخذت المدرسة قراراً بالتعليم عن بعد، كي لا يخسر الطلبة عامهم الدراسي. تعاني ليال كما كل الطلاب من سوء خدمة الإنترنت، التي لم تعالج بالشكل المطلوب كما وعد بها وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي.

تكتفي المعلّمة في أحيان كثيرة بإرسال المعلومات عبر “واتساب”، فتطبيقات “زوم” و”تيمز” تحتاج خدمة سريعة هي غير متاحة حالياً، فضلاً عن أن نسبة لا بأس بها من نازحي الجنوب ليس لديهم اشتراك إنترنت.

يشكو محمد وهو أب لثلاثة أولاد نزح من بلدة ميس الجبل من سوء خدمة الإنترنت، ما اضطره لإلحاق إبنه في مدرسة في منطقة النبطية، غير أنه وجد صعوبة في تأمين بدل النقل الذي يصل إلى حدود الـ25 دولاراً شهرياً، في وقت يدفع مبلغاّ مماثلاً لإبنه الجامعي. ويشير محمد إلى أنّ “الظروف باتت صعبة جدّاً، أعجز عن تأمين بدلات النقل والإنترنت والاشتراك المطلوبة للتعليم، ومساعدات وزارة التربية لم تصلنا، التي تقدر بـ25 دولاراً لكلّ تلميذ ولا الإنترنت ولا حتى الألواح الذكيّة”.

تتابع مدرسة الخيام الرسمية التعليم عن بعد، فالحرب فرضت نفسها بقوة على هذا القطاع “إمّا التعليم عن بعد وإما ضياع العام الدراسي”. تواصل المدرسة برنامجها التعليمي المعتاد، وفق المنهج الذي تم وضعه بداية العام، يدخل الطلاب يومياً الصفوف الافتراضية. ينطلق الدوام عند الساعة الثامنة صباحاً. يلتحق الطلاب الذين تشتت شملهم في قرى النزوح بالمدرسة الافتراضية، تبدأ المعلمة بإرسال المعلومات المطلوبة عبر “واتسآب”.

وتلفت مصادر المدرسة إلى “أننا اخترنا الوسيلة الأكثر بدائية (واتسآب) كي تستطيع العائلة الإطلاع على المعلومة، فالتعليم عبر “زوم” غير متاح في ظل سوء الخدمة، فضلاً عن أن لا قدرة مادية أو تقنية لكثير من الطلبة النازحين، غير أنّ حلَقات زوم تتم لدى بعض الصفوف والمواد فقط”. يعيق الإنترنت عملية التعليم الافتراضية، في حين لم تصل باقات الإنترنت الموعودة من شركتي “ألفا” و”تاتش” للطلاب والمعلمين، حتّى الـ”ipad” لم يتم استلامه بعد. يعاني الطالب في أماكن النزوح من عدم الإستقرار وغياب الجوّ المؤهل للتعليم، في كل منزل يوجد أكثر من خمس عائلات، ما ينعكس سلباً على مستوى التعليم والتركيز.
ألاف الطلاب اليوم في وضع تعليمي لا يحسدون عليه، وسيكون له أثره السّلبي على الواقع التربوي العام، ويُضعف مخزون المعلومات للطلاب وتحديداً طلّاب الحلقة الأولى التي يُبنى عليهم مستقبل التعليم، فهؤلاء وفق المصدر هم “الحلقة الخاسرة الكبرى”.

وبحسب مصادر المدرسة فإنه جرى اقتراح مخطط يقضي باعتماد حقيبة تربوية مختصرة موجهة فقط لطلاب القرى الحدودية على غرار المدرسة الرسمية، المقترح الذي تمّ رفعه إلى المركز التربوي لم يتم الرد عليه بعد.
في زيارته الأخيرة إلى مدارس صور أعلن وزير التربية أنه جرى توزيع أجهزة ipad على طلاب المدارس النازحين، فضلاً عن توزيع 20 دولاراً لكلّ طالب وأنه بصدد توفير باقة إنترنت لكل طالب وأستاذ. هذا الإعلان فاجأ أساتذة ومدراء المدارس الذين لم يتلقّوا أي دعم حتى اليوم، وهو أمر تشير إليه مصادر مدرسية عدّة في الشريط الحدودي، إلا أنّ مصادر المنطقة التربوية في منطقة النبطية أكدت لـ”نداء الوطن” أنه بدأ توزيع المساعدات على الطلاب والمدارس. تأكيد تستغربه مصادر المدارس التي توضح أنه طُلِبَت منها داتا المعلومات عن الطلاب ولكن لم يصل أيّ شيء حتى الساعة.     

Exit mobile version