جاء في الديار:
تبدو «رسائل» حزب الله السياسية عبر الحضور في الميدان على قدر كبير من الاهمية ايضا، حيث يضع لبنان حول «الطاولة» وليس على «الطاولة»، في ظل انتقال البحث عن تفاهمات سياسية محتملة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان الامور تزاد خطورة مع تبني الدول الغربية الخطة «الاسرائيلية» لانهاء عمل وكالة «الانروا» عبر وقف تمويلها، ما يعني حكما الضغط لترحيل الفلسطينيين من غزة، وتوطين الفلسطينيين ودمجهم في الدول التي تستضيفهم، ما يعني حكما انهاء اي امكانية للعودة، ما يحولهم الى «قنبلة» موقوتة في لبنان وفي دول الشتات.
«القنبلة الموقوتة»
الهم «الاسرائيلي» الاول، والمنطق الذي كان سائدا قبل السابع من تشرين الأول، «كيف نجعل مسألة اللاجئين الفلسطينيين تختفي»؟ هذا كان حين كانت «إسرائيل» تستعد لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية، وتعمل على القضاء على الاونروا، واليوم تستغل الحرب في غزة لاحياء فكرة القضاء على هذه المنظمة الدولية، وهذا سيعني حكما ان تتحول قضية اللجوء الى عبء على الدول المضيفة ومنها لبنان، الذي يرفض دمج الفلسطينيين، وكذلك لا يملك القدرات على تحمل العبء الاقتصادي الذي تتحمله الاونروا على كافة الاصعدة، ما يجعلهم «قنبلة» موقوتة في احضانه.
اين يكمن الخطر؟
ووفقا لمصادر مطلعة، فان الخطر الرئيسي يكمن في استسهال توقف 10 دول عن تقديم المساعدات، بناء على تقرير «اسرائيلي» يتهم 12 موظفا بالمشاركة في هجوم 7 تشرين، ولم تتأكد منه واشنطن او الدول المعنية من مصادر تحقيق مستقلة، وهذا يعني ان القرار مبيت ويهدف الى تصفية قضية اللاجئين في غزة والشتات ، حيث توفر الوكالة مساعدات لخمسة ملايين لاجئ لم يتم حل وضعهم رغم سنوات من المفاوضات.
وترى «إسرائيل» أن مجرد وجود الوكالة يمنع اللاجئين من الاندماج في الدول التي لجؤوا إليها، وتجعلهم متمسكين بحلم العودة إلى قراهم ومدنهم التي فرّوا منها عام 1948، والتي قامت عليها «إسرائيل» وترفض الأخيرة عودتهم. وليست هذه هي المرة الأولى التي تعلق فيها الولايات المتحدة المساعدات للوكالة، ففي عهد إدارة دونالد ترامب أوقفت المساعدات للضغط على الفلسطينيين للقبول بالمقترحات الأميركية للتسوية، والضغط عليهم لكي يوقفوا الحديث عن حق العودة.
تهديد استقرار المنطقة
لكن الأزمة الحالية هي الأخطر في تاريخها، وتحدث وسط الحرب في غزة. ويعتبر عمل الاونروا مهماً أكثر من أي وقت مضى وسط انهيار القطاع الصحي، وتشريد جماعي للسكان. وتعمل على تنسيق دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها، وتوفر مدارسها كملاجئ للاجئين. ولهذا فإن تعليق الدعم سيترك أثره بشكل سريع. وعلى خلاف الوكالات الأخرى، فليس لدى «الاونروا» احتياط استراتيجي، والخدمات قد تنخفض بدءاً من شهر شباط ، وقد حذر مفوض الوكالة فيليب لازاريني من كارثة آتية، وقال إن حياة الناس في غزة تعتمد على هذا الدعم، وكذلك استقرار المنطقة.