مراقب دولي يكشف السر المدفون وأجندة إسرائيل والمخطط الأميركي في لبنان
رأى الدكتور في التاريخ والعلاقات الدولية جمال واكيم أن “من نفّذ الضربة على القوات الأميركية في الأردن هي المقاومة العراقية، وهو الإسم الذي يستخدمه الحشد الشعبي لمواجهة التواجد غير الشرعي للقوات الأميركية المحتلة، مما يعطي شرعية للمقاومة”.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال واكيم: “بدأت عمليات المقاومة مع بدء عملية الطوفان بهدف دعم غزة، عن طريق توجيه ضربات للداعم الأكبر لإسرائيل، أي للولايات المتحدة الأميركية، وقد تزامنت مع ضربات حزب الله في الجنوب اللبناني ومع إعتراض أنصار الله في اليمن السفن الإسرائيلية”.
وإعتبر أن “الضربة في العراق هي رسالة تحذيرية إلى الولايات المتحدة لردع مسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهادف إلى توسيع رقعة الحرب، ومفادها، إذا سمحتم بتوسيع الحرب ستستقبلون جنودكم بالنعوش، وبالتالي لا فرصة للرئيس جو بايدن بتجديد ولايته”.
ولفت إلى أن “جميع المواقع الأميركية في المنطقة هي أهداف مشروعة للمقاومة خصوصًا بعد التصعيد الأميركي في اليمن، والحرب الإقليمية إن حصلت ستكون لها آثارها الإقتصادية المباشرة على أوروبا، وعلى أسعار البترول وعلى وضع الطبقات الوسطى في أميركا”.
وأشار إلى أنه “رغم الموقف السلبي للإدارة الأميركية يبقى الوضع أفضل بكثير مما لو كان الرئيس السابق دونالد ترامب في السلطة، لعلاقة نتنياهو المتينة بالحزب الجمهوري، وما يساعد في تجنب الحرب الإقليمية هو بالإضافة إلى مساعي الولايات المتحدة، تحركات محور المقاومة المحسوبة بدقة”.
وأوضح أن “مَن أقفل مضيق باب المندب، هم الأميركيون لأن الحوثيين كانوا يعترضون السفن الإسرائيلية فقط، إلى أن حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا إستعراض قوتهما، والحوثيون يسكنون الجبال العاصية وهم يتحكمون بمضيق باب المندب من على علو 2000 متر، والصراع في المنطقة هو صراع عالمي على النفوذ بين قوتين متصارعتين لذلك نجد ساحات مختلفة متصارعة وفي مناطق عدة، إنها حرب عالمية ولكن باشكال أخرى”.
وكشف أنه “يتم حاليًا البحث بصيغة تبادل مع وقف لإطلاق النار ممدد، ترفضه إسرائيل كما ترفضه حماس التي تطالب بضمانات لا ترضى بها إسرائيل الساعية إلى تنفيذ أجندة التهجير الكامل وإلى توطين الفلسطينيين في أماكن اللجوء، وهناك مشروع إسرائيلي لتقسيم كل من لبنان وسوريا والعراق وإعادة رسم حدود جديدة للمنطقة، والخوف ليس فقط من توطين الفلسطينيين في لبنان إنما أيضًا من توطين السوريين، ولا بد من التواصل مع الحكومة السورية لتسهيل عودة هؤلاء”.
وتابع، “لطالما إرتبط الإزدهار اللبناني بالإقتصاد الفرنسي منذ القرن التاسع عشر، وكان لبنان يلعب دور صلة الوصل بين العالم العربي وأوروبا، فيما كان المشروع البريطاني يلحظ نقل الرساميل عبر مرفأ حيفا، والنظام الأميركي هو وريث النظام البريطاني، وبالتالي لا يلحظ أي دور للبنان في مشاريعه للمنطقة، وهذا سرّ ضرب مرفأ بيروت، ومن يعرقل فعلاً التحقيقات هي الولايات المتحدة، وإلاّ أين هو تقرير الـ FBI؟ وأين هي صور الأقمار الصناعية؟ لماذا لا تسلم؟”.
وتوجه واكيم إلى “من ينادي بالـ 10452 كلم 2 ويعارض مشروع المقاومة من أحزاب يمينية كالقوات والكتائب، هل مزارع شبعا خارج هذه الكيلومترات؟ أليست من ضمن الأراضي اللبنانية؟ ومن يطالب بالفدرالية وبالتقسيم ألا يتخلى عن 10452 كلم 2؟ فليحددوا ماذا يريدون”.
وأشار واكيم إلى “الرسالة التي قرأها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، هل هي فعلاً تمثل رأي مسيحيي القرى الجنوبية؟ وهل هناك رسائل أخرى لم يقرأها؟ وهو من خلال هذه الرسالة يوجه إنتقادًا لحزب الله إذ أنه من دعاة تطبيق القرار 1701 وكان من الأفضل له ألا يدخل في هذا السجال ولم يكن عليه التطرق إلى ثقافة الموت لأن الكنيسة قائمة على مبدأ الشهادة ليسوع المسيح وكلامه يهدد العيش المشترك”.
وختم الدكتور جمال واكيم بالقول أنه “برئيس أو من دونه لن يتغير شيئ في لبنان، والأرجح أن لا يكون هناك رئيس للبنان، والسيارة ماشية بدفع خارجي، خاصة وأن الأطراف اللبنانية تنتظر ما ستؤول إليه الأمور الإقليمية بهدف تحصيل الحصص، وأقول لمن يطالب بالإنتخاب، بلا تهريج”.