لبنان بالأبيض والأحمر… شباط الحبّ أم الحرب


تكلَّلت جبال ومُرتفعات لبنان بالأبيض، ومعها أُطلقت صافرة بدء موسم الشتاء والتزلّج رسميّاً بالرّغم من أنّ العواصف المُتتالية لم تعطِ حتّى حينه أيّ “بريك” ليستمتع اللبنانيّون بالخير الأبيض الذي نُحسد عليه في مُحيطنا العربي.

شباط البرد والثلوج هو أيضاً شهر الحبّ بامتياز. مئات الإعلانات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأماكن يُمكن أن نمضي فيها ليلة حبّ دافئة، إعلاناتٌ أخرى لمطاعم على الساحل وفي الجبال بشكل خاصّ حضّرت لوائح طعام شهيّة لشخصين في عيد “الفالنتين”، أمّا الأسعار فهي تنافسيّة بمعظمها رغم أنّ هذه المؤسّسات باتت تنتظر الأعياد والمناسبات فقط لتُحقق نسبة إشغال مقبولة. منشورات وإشعارات تتوغّل في صفحاتنا وتقترح علينا أفكاراً لهدايا مناسبة في هذا العيد التجاريّ بامتياز. الكلّ يُتاجر بالحبّ في لبنان، نعم، ولكنّ تجارة الحبّ قد تكون مُفيدة أكثر من تجارة الحرب.
أبواق الحرب تعلو أيضاً، والتهديدات مُستمرّة بالدّمار الكبير الذي سيُعيد لبنان عشرات السنين الى الوراء. ولكنّ الغريب هو الهدوء المُسيطر بين اللبنانيّين وغياب عاملي الخوف والقلق رغم أنّ الترقّب هو سيّد الموقف، ورغم أنّ السؤال الذي يطرحه الجميع مُشابه، فلسانُ حالهم يقول “في حرب أو ما في”؟ والحقيقة أنّ لا أحد يملك الجواب. مواعيد الحبّ ثابتة ومُعلنة، أما مواعيد الحرب والدمار فهي متغيّرة وتخضع لما هو عكس الحبّ تماماً، تخضع للحقد الكبير وتتغذى إجراماً وإثماً.

فليكن شباط شهر الحبّ حصراً، وليكن الأحمر لون القلوب وليس لون الدّماء. لا نخاف الحرب ولكنّنا لا نُريدها أيضاً. لبنان رفع لون السلام في أعاليه، والسماء تمطر خيراً ونعماً ما أحوجنا إليها.

يقولون عنه “شباط اللبّاط”، ونحن نقول: أُركل الحرب عنّا، فنحنُ شعب الحبّ والأبيض وحده يليقُ بنا.

 جيسيكا حبشي -موقع mtv

Exit mobile version