مفاجأة مدويّة عن صاروخ لـ”ح/ز/ب الله”.. إقرأوا ما كشفته إسرائيل
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تفاصيل عن الصاروخ الموجه الذي أطلقه “حزب الله” باتجاه القبة التجسسية في موقع “رأس الناقورة” الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والذي حقق إصابات ما وراء خط الرؤية.
وأوضحت الصحيفة أنّ الصاروخ المستخدم استُنسخ عن صاروخ إسرائيلي سقط بيد “حزب الله”، فهو يرتفع إلى الأعلى، ويبحث عن أهداف مخفية ويطاردها، وأضاف: “الصاروخ، من طراز ألماس 1، لديه قدرات متقدمة تتيح لمشغليه إطلاقه باتجاه الهدف، حتى عندما يكون خلف سلسلة مرتفعات أو عندما لا يكون موجوداً على خط رؤية مباشر من زاوية الرؤية الخاصة بالمُطلق. الكورنيت يمكن توجيهه بواسطة ليزر، لكن المطلق – أو مساعده، يجب أن يرى الهدف ويوجه الصاروخ إليه. في المقابل، صاروخ الألماس يمكن إطلاقه بشكل عام نحو مكان الهدف المخمّن، حتى عندما لا يكون مرئيا لدى المطلق أو مساعده. يمكن للصاروخ الإرتفاع بعد الإطلاق والإلتفاف على عوائق الرؤية. هنا، فإن مشغّله يتابع المسار عبر كاميرا مركبة بخرطوم بمقدمة الصاروخ، إلى أن يشخص الهدف، وعندئذ يواصل توجيه الصاروخ حتى يحقق إصابة دقيقة”.
خبير الصواريخ والمسيرات والباحث رفيع المستوى في Missile Defense Advocacy Alliance، طال عنبر، قال لـ “هآرتس” إن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توثيق لا لُبس فيه لإطلاق هذا الصاروخ، لكنه ليس الإطلاق الأول”.
وبالتوثيق الأول الذي بثه حزب الله ظهر إطلاق صاروخ ألماس باتجاه منشأة استخبارات موجودة على سلسلة الهضاب الحدودية، شمالي شلومي. الكاميرا بخرطوم الصاروخ توثق تحليقه نحو الأعلى، وحينها تظهر القاعدة بكاملها أمام أنظار المشغل، الذي يوجه الصاروخ مباشرة نحو قبة بيضاء رُكّب بداخلها على ما يبدو رادار أو وسيلة استخبارية أخرى. الفيلم القصير ينتهي، وخلاله يعرض حزب الله منشآت إضافية في القاعدة كانت قد استُهدفت بهجمات سابقة.
القبة التي على ما يبدو أُصيبت منصوبة على الأرض، وليست مرفوعة، الأمر الذي يمكن أن يشير إلى أنها غير عملياتية (ليست قيد الإستخدام). غداة الهجوم نشر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية صورة لتلك القبة، سليمة، وادعى أن حزب الله يكذب.
في يوم السبت، نشر “حزب الله” فيلماً يوثق هجوماً إضافياً بواسطة صاروخ الألماس. هذه المرة أيضاً ظهر تحليق الصاروخ، من الكاميرا بخرطومه: الألماس يصعد نحو الأعلى باتجاه الغرب، وعندها يتجه جنوباً نحو قاعدة رأس الناقورة، ويحلق باتجاه قبة بيضاء بداخلها وسائل استخبارية. كذلك، نشر حزب الله توثيقاً إضافياً للإصابة، من زاوية أخرى، لكي يثبت أن القبة انفجرت فعلياً.
الألماس، الذي تم الكشف عنه للمرة الأولى في العام 2016، هو نسخة عن أحد صواريخ المضاد للدروع المتطورة في ترسانة الجيش الإسرائيلي. عن هذا الصاروخ يقول عنبر: “أصل الصاروخ هو عدة صواريخ سبايك إسرائيلية سقطت غنيمة بيد حزب الله في العام 2006”.
وتقدم هذه المسألة نموذجاً عن قدرة إيران على تنفيذ استنساخ لذخيرة غربية – كما فعلت بأنواع كثيرة من الصواريخ، قطع طيران غير مأهولة ووسائل قتالية إضافية سقطت بيدها. بحسب عنبر، فإن “إيران هي دولة متقدمة نسبياً، يمكنها أخذ منظومات من هذا النوع، واستنساخها بمستوى عال من التطابق والقرب مع النسخة الأصلية، وأثبتت مرات عديدة قدرات ارتجال مؤثرة. ومن الواضح أن إسرائيل تنتج نسخاً متقدمة غير موجودة لديهم، لكن من أجل احتياجات حزب الله، ما يوجد بحوزتهم هو أكثر”.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن صواريخ “السبايك” (غيل) الإسرائيلية تقدم قدرات ليست متوفرة وسط سابقاتها، مثل الكورنيت والتاو التي يستخدمها حزب الله. السبايك مجهز بمنظومة توجيه إلكترو-بصري، يتضمن مهدافاً حرارياً، تمنحه قدرات “أطلق وانسى”: المشغل يختار هدفاً، يطلق، والصاروخ يطارد الهدف – حتى وإن كان متحركاً – ويستمر بمطاردته حتى يصيبه. وبالتناوب، في حال كان الهدف موجوداً على مسافة بعيدة ما وراء خط رؤية المشغل، فهو يمكنه أولاً إطلاق الصاروخ، السماح له بالإقتراب من المنطقة المقدّرة وفقط في مرحلة متقدمة جداً يختار هدفاً.
إحدى المزايا الشهيرة “للسبايك” تكمن بقدرته على تنفيذ هجوم علوي للدبابات والآليات المصفحة، وهكذا تحقيق إصابة في المنطقة التي يكون فيها التصفيح ضعيفاً نسبياً.
(الميادين نت – هآرتس)