منذ ما يقارب الشهر تقريباً، كتب وزير البيئة ناصر ياسين على منصة “إكس”: “4.6 مليون متر مربع (462 هكتارا) حرقتها قذائف العدو الاسرائيلي واسلحته الفوسفورية، التي استهدفت البلدات الحدودية في جنوب لبنان، واشعلت أكثر من 100 حريق وقضت على مساحات حرجية شاسعة ذات أهمية بيئية عالية، وأراض زراعية وعشرات الاف أشجار الزيتون”.
وقال وزير البيئة:”سنتقدم بشكوى موثقة ضد سياسة الارض المحروقة واستخدام الفوسفور التي ينتهجها العدو الاسرائيلي”.
هي ليست المرة الأولى التي تسلط فيها الوزارات اللبنانية، الضوء على قضية استهداف الأشجار على الحدود، منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في السابع من تشرين الأول من العام الماضي، فهي أحصت مئات الحرائق منذ بدء العدوان وحتى اليوم، معلنةً أن مساحة الأراضي المحترقة “تجاوزت مئات الامتار المربعة”، وأنه تم” استهداف الكثير من اشجار الزيتون، والصنوبر والسنديان”.
ومن هنا ينطلق رئيس “حزب البيئة العالمي” الدكتور ضومط كامل ليؤكد في حديث عبر “لبنان24” ان الوضع البيئي في لبنان بات في خطر كبير، وهو امتد حتماً الى البلدان المجاورة لمناطق النزاع والحروب، ما جعل البيئة في هذه المنطقة مصابة بأشد أنواع التلوث نتيجة القذائف الصاروخية التي ترمى في الأحراج.
واذ أكد ان الحرائق في الممتلكات أدت إلى خسائر جسيمة، لفت الى ان الغازات التي تتطاير من القذائف تتحرك على بقع جغرافية كبيرة نتيجة الهواء السريع، وهي قد تتساقط أو تبقى في الهواء لفترة طويلة، مشيراً الى ان هذا الأمر قد نراه بأم العين فوق منطقة بيروت عند صباح كل يوم، حيث تظهر سحابة من الدخان الأسود فوق المنطقة تحمل العديد من الملوثات المضرة بالصحة والتي قد تهبط على الأرض في أي وقت وتتسبب بالكثير من التلوث.
وحذّر من ان تداعيات هذا التلوث لن تبقى في الهواء، بل ستدخل المياه الجوفية وتحولها الى مياه مشبعة بالمعادن وهنا الكارثة، معتبراً أن اي امر آخر من الممكن معالجته، لا سيما اذا ما كان الأمر يتعلق بحرق الأشجار والتي يمكن ان يعاد زرعها.
ودعا كامل الى وضع خطة طوارئ بيئية للحد من الخسائر التي تطال هذا القطاع في الجنوب، نتيجة الحروب في المنطقة، ولحماية المواطنين خصوصاً وان الخسائر البيئية حتى اليوم باتت كبيرة جداً وتداعياتها كارثية.
يبقى أن غابات لبنان، باتت الرئة والمتنفس لمنطقة شرق المتوسط ودول الجوار والداخل العربي، كونها تؤمن كميات الأوكسجين المطلوبة لتلك المناطق، وبالتالي فان أي تهديد لها يشكل خطراً كبيراً على البيئة العالمية وعلى الإنسان وكل الكائنات الحية، هذا فضلاً عن دورها في حماية كوكب الأرض من آثار تغير المناخ.
ولذا، علينا العمل سريعاً للمحافظة عليها عبر المحافظة على الهواء النظيف والمياه الجوفية النظيفة، عسى ان تتوقف الحروب التي تدمر البشر والحجر ويعم السلام بلدنا.