حادثة “مأساوية” تهزّ صيدا

حادثة “مأساوية” تهزّ صيدا

توفي يوم أمس الإثنين, العامل محمود دياب الشامي, إثر تعرّضه لحادث خلال عمله في مركز معالجة النفايات في صيدا, ممّا رسم علامات استفهام على تقيّد المعمل بشروط السلامة العامة التي يجب أن يوفّرها للعاميلن فيه.

وتشير معلومات خاصة بـ”ليبانون ديبايت”, أنه “لطالما رافق الإلتباس والشكوك العديدة, آلية عمل مركز النفايات في جنوب مدينة صيدا, فهذا المركز الذي كان من المفترض أن يكون مركز معالجة حديث يعتمد الطريقة اللاهوائية, في معالجة النفايات ويفرز المواد التي يمكن إعادة تدويرها, ويتخلّص من العوادم بشكل بيئي سليم وتجاري, عجز عن تنفيذ أي من المحطات الرئيسية الملكّف بها في عملية معالجة النفايات وتحوّلت المساحات المحيطة به إلى جبال فاقت في حجمها جبل النفايات الشهير الذي طالما أربك مدينة صيدا وكان سبباً للصراعات العديدة السياسية والبيئية”.


واذ تكشف المعلومات, أن “المركز يتقاضى حوالي 95 دولار لمعالجة الطن, إلا أنه فشل في القيام بالخطوات التقنية المفترض القيام بها من أجل معالجة سليمة, إلا أنه رغم ذلك يتقاضى من الصندوق البلدي المستقل, وبصورة دورية أموالاً طائلة كانت تدفع من الصندوق البلدي المستقل, وكان آخرها بضعة ملايين من الدولارات دفعتها الخزينة اللبنانية رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها الخزينة”.

وتذكّر المعلومات, أنه “لطالما أثارت طريقة عمل المركز الكثير من اللغط, والكثير من المشاعر السلبية تجاهه من مختلف الفئات الصيداوية, سواء تلك الفاعلة إجتماعياً أو الفاعلة بيئياً والقوى السياسية بغض النظر عن إنتمائها”.

وتلفت المعلومات, إلى أن “المشكلة في أن مركز المعالجة موجود في مدينة صيدا لكن الرقابة عليه هي من مسؤولية إتحاد بلديات صيدا الزهراني, ووزارة البيئة التي من المفترض أن تقوم بواجبها بالرقابة الدورية على المركز، وطبعاً مع رقابة وزارة الصناعة عليه”.

هذه الرقابة لم تحصل لعدة أسباب, كما تؤكد المعلومات إما بسبب عجز البلديات, أو إهمال الوزارات المعنية, ليتحوّل هذا المركز الذي كان من المفترض نظرياً أن يكون حلاً لمشكلة النفايات إلى أزمة بيئية حقيقية تبلغ حدّ الكارثة.

وزاد الطين بلّة, بحسب المعلومات، ما حدث يوم أمس, الذي هو حادث عمل مهني, يدلّ على سوء الإدارة في المركز, وعدم القدرة على القيام بما المفترض القيام به لحماية سلامة العاملين كما هي حال فشل المركز في حماية السلامة البيئية.

وحادث الأمس, يتلخّص بوفاة عامل من الجنسية السورية, وهو من سكان مدينة صيدا لسنوات طويلة, نتيجة تعرّضه لحادث جرافة, فلم يلحظ سائقها وجود العامل, فأدى هذا الحادث إلى نقل العامل المصاب إلى المستشفى حيث ما لبث أن فارق الحياة.

وكان نائب مدينة صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري, علق على ما حصل, فشدّد على “أهمية أن تقوم الدولة والبلديات بموظيفتها بمراقبة عمل هذا المركز سواء لناحية الأمان لليد العاملة التي تعمل فيه أو لناحية ما يسمى السلامة البيئية وعدم تلويث البئية, وخصوصاً البحيرة الكبيرة التي تقع بمحذاته والتي يتم التخلّص من الردميات والنفايات في داخلها بشكل فوضوي دون رقيب أو حسيب”.

إذا, مرةً جديدة يعود ملف مركز النفايات إلى الواجهة ويشكّل أولوية عند أهالي صيدا، خصوصاً وأن العديد من مؤسسات المجتمع الأهلي, إضافة إلى ممثلين عن القوى السياسية قد تفاهموا مع البلدية, وإتحاد بلديات صيدا, للقيام بأعمال الرقابة على المركز وإبلاغ السلطات والإدارات المعنية بالتجاوزات التي تحصل.

Exit mobile version