المستوطنون الإسرائيليون.. هل عادوا إلى حدود لبنان
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن حصول جهودٍ إسرائيلية للإتيان بآلاف النازحين من المستوطنات الإسرائيلية إلى منازل وفنادق وشقق مستأجرة في المنطقة الجغرافية المحاذية للمستوطنات التي تم إخلاؤها. وفي تقريرها الذي ترجمه “لبنان24″، نقلت الصحيفة عن تومر جلعاد، وهو أحد المسؤولين عن عمليات الإجلاء: “مع إستمرار إخلاء المستوطنات، يبدأ الناس في تثبيت أنفسهم في أماكن أخرى وإيجاد فرص عمل وأطر تعليمية للأطفال، ونخشى أن يفقدهم الجليل”.
ويوضح التقرير أنه تم حالياً تجهيز العديد من الفنادق لإستقبال الإسرائيليين النازحين الذين يختارون العودة إلى البيئة الجغرافية الأساسية الخاصة بهم.
وأمس السبت، أعلن رئيس بلدية مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للبنان دافيد أزولاي، أنّ نحو 80 ألف مستوطن ما زالوا بعيدين عن بيوتهم، منذ 4 أشهر، ومن دون أي أفق للعودة”.
وقال أزولاي للقناة الـ”13″ الإسرائيلية إنّ “كل ما نطلبه هو السكن في بيوتنا، لكننا لسنا شعباً حراً في إسرائيل”، مشيراً إلى أنّ “حزب الله هو الذي يُملي مستوى اللهيب طوال الوقت في الشمال”.
وأضاف: “حزب الله، طوال الأشهر الأربعة الأخيرة، هو الذي يُقاتلنا ويطلق النار ويفعل ما يريد، في حين أنّ ما يفعله الجيش ليس كما نتوقع، وليس بالمستوى الذي يعيد سكان الشمال إلى بيوتهم، وحكومتنا ساكتة وغافية”.
وفي سياق تزايد القلق لدى مستوطني الشمال بسبب صواريخ حزب الله، أرسل رؤساء المستوطنات في الحدود الشمالية، قبل أيام، رسالة إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، مطالبين فيها بمنع تقليص القوات العسكرية في المنطقة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقتٍ سابق، عن عدم رغبة عشرات الآلاف من المستوطنين، الذين جرى إجلاؤهم عن مستوطنات شمالي فلسطين، في العودة مجدداً إليها.
وذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ مستوطني الشمال لن يعودوا إلى منازلهم إذا لم يتحقق الردع مع حزب الله، مشيراً إلى وجود حالة إحباط في تلك المستوطنات، بسبب استمرار عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
حشود عسكرية
إلى ذلك، لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنّ رئيس الأركان يعتزم سحب أكبر الفرق النظامية من قطاع غزة لتتمركز على مشارف حدود لبنان، بعد نقاش جرى داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وسط وجهات نظر متعددة.
وتعقيباً على القرار، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يحرز تقدما في القتال داخل غزة، وفقا لخطة الحرب التي وافق عليها المستوى السياسي، وإن توزيع القوات في كافة الساحات يتم وفق الخطة والاحتياجات العملياتية في مختلف القطاعات.
وأشار إلى أن “كل وحدات الجيش الإسرائيلي مستعدة وجاهزة للقتال في غزة”، مضيفاً أن “هيئة الأركان العامة تقوم بدراسة الاحتياجات واتخاذ القرارات وفقاً لذلك”.
ويأتي الإعلان عن تلك الخطوة الإسرائيلية تزامناً مع نشر موقع “واللا” الإسرائيلي تقريراً جديداً قال فيه إنّ إسرائيل تمكنت من إبعاد “حزب الله” في لبنان مسافة كليومترين على الأقل عن الحدود.
وتحدّث التقرير الذي ترجمه “لبنان24” عن مهمة الدفاع التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي عند الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أن تلك المعركة “صعبة” جداً.
ونقل التقرير عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن “إسرائيل سمحت لحزب الله بالتقدم في المنطقة الحدودية”، وأضاف: “حزب الله يجلس على الأسوار.. ما يثير رعبي هو أن بعض السياج أصبح الآن جداراً، وهو ما يقيدنا بشكل أساسي، لأنه ليس لدينا أي فكرة عما يحدث على الجانب الآخر. هناك 35 موقعاً لحزب الله في منطقة السياج، وهناك عدد لا يحصى من القناصة، بعضها الموجه باتجاهنا، والجيش الإسرائيلي مقيد مقابل كل هذا في مواقع الإنزال”.
واعتبر المسؤول العسكري أن “الإحتواء الذي كان قائماً عند الحدود يمثل فضيحة”، مشيراً إلى أن “حزب الله سعى لإنشاء مجمعات حربية”، وقال: “إن حزب الله يطور قدراته ويزيد من نطاق صواريخ الكورنيت.. الأمر الأكثر أهمية هو أن “قوة الرضوان” يمكن أن تحلق فوق السياج الحدودي”.