رأى الوزير السابق رشيد درباس أن “الرئيس سعد الحريري في كل مرة كان يبادر فيها نحو شخص ما كان يتوقع منه أن يتجاوب معه، فيتبين له فيما بعد أنه كلما أعطى كلما أمسك الآخر، وأحجم عن التعاون، ذهب إلى سوريا وربط النزاع مع حزب الله، وإنتخب الرئيس ميشال عون، وتساهل في تشكيل الحكومات بهدف كسر الحدة في العلاقات وتسيير شؤون البلد”.
وقال درباس: “أنا لا أرى اليوم بعودة الرئيس الحريري عودة إلى العمل السياسي، إنما عودة تمهيدية وإستفتاء لقياس العمق، خاصة وأن المفاوضات في التسويات الخارجية على قدم وساق، إضافة إلى إختلال التوازن في المعادلة اللبنانية، وغياب سعد الحريري هو غياب وطني وليس غيابًا سنيًا، والطائفة السنية متعلقة به كونه صمام الوطن”.
وأكد أنه “ليس من الممكن أن يعود سعد الحريري إلى العمل السياسي من بوابة موسكو ولا من بوابة الرياض، إنما من بوابة الظرف الذي نعيش فيه والذي قد يتداخل به الإقليمي بالدولي بالمحلي، وتعليق الرئيس الحريري عمله السياسي انعكس على علاقته بكل الأطراف، وبمجيئه إلى لبنان أعتَقِدُ أن الجميع سيزوره بمن فيهم خصومه، وسيكون له كلام سياسي”.
وأضاف، “قال لي سعد الحريري، “ذنبي أني مارست الريادة، وذهبت إلى أماكن خطيرة في عملي السياسي، إستهجنها الجميع، في حين كنت أعمل كل ما في وسعي لمنع فتنة سنية شيعية”، وهو اليوم يخشى فتنة مسيحية إسلامية، وهو لا يشارك بالفتن إنما بإطفاء نارها، وسيكون له دور أساسي في أية تسوية إقليمية”.
وعن علاقته مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال درباس “في الفترة الأخيرة قال لي “أريد الدخول في الإنتخابات النيابية في كل مكان أستطيع ذلك فيه، ولكني لا اريد العودة ألى رئاسة الحكومة وحلف بابنته هند، وقال ماذا يستطيعون أن يفعلوا معي؟ كل ما يمكنهم فعله هو قتلي، ولكنهم لا يجرؤون”، أنا أعلم أن رفيق الحريري لا يدخل النار برجليه، وبالتالي كان يعلم أن تلك المرحلة لم يكن هو رجلها”.
وأكد أنه “كانت للرئيس الحريري سياسة لبنانية بأفق عربي أساسه الرياض ورديفه دمشق، وكان يسير بين النقاط سعيًا لتوطيد ركائز الدولة، وفي لحظة دولية لم يعد لبنان مطلوبًا كدولة إنما كساحة، وبالتالي كان يجب تعطيل برنامج الدولة فتم تغييب رجل الدولة”.
وأوضح أنه “عندما أتى رفيق الحريري إلى لبنان لم تكن أمواله مصدرها الدولة اللبنانية وهو إستثمر بالناس وبالبناء وكان برأيه أن الإستثمار ينمي الإقتصاد مما يغطي العجز، وكانت علاقاته طيبة بالدول كافة، ولكن بعدها تغير المناخ، وتغيرت المرحلة بتغير الدور الإيراني في المنطقة، ففي عهد الرئيس حافظ الأسد كان الدور الإيراني مضبوطًا بعد ذلك تغيرت السياسة وأصبحت إيران تسعى للتقدم إقليميًا فتغير التعامل السوري معه وإتخذ به القرار”.
وختم درباس بالقول “في الظرف الصعب وفي ظل الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كان وجود رفيق الحريري مهم جدًا بالنسبة إلى لبنان، إذ كان ليجوب العالم بتأييد لبناني جامع من حزب الله وصولاً إلى القوات اللبنانية، وكان لينجح أو على الأقل ليخفف الضغط عنا، أما حاليًا فالدولة اللبنانية المسؤولة عن 1701 ليست هي من تفاوض، ونحن اليوم نواجه خطر دولة فقدت المبادرة”.