سنغل” في الفالنتاين: هل اليوم ليس يومك

استيقظت باكراً هذا الصباح. رحت أشرب قهوتي وأنا أقلّب صفحات مواقع التواصل. إلّا أنّ إعلانات عيد الحبّ لم تتركني وشأني. تذكّرت أنّني من أولئك الذين لم يحصل لهم “الشرف” بأن يحتفلوا بالفالنتاين بعد.

فتساءلت: هل عليّ أن أكون مرتبطة لأكون سعيدة اليوم؟ أم على المرتبطين أن يكونوا سعداء من أجلي، لأنّني خلّصت نفسي من “وجعة الرأس” وتركتها وشأنها؟ 

الحبّ، من أكبر الألغاز في العالم. أمّا عيد الحبّ، فهو الذي يفشي بأسراره. إذ، مهما كنّا متصالحين مع وحدتنا، فلن يتركنا مرتاحين، وسينزل علينا، بالتأكيد، بأفكارٍ لا نعلم مصدرها، لإعادة النظر بحالتنا: اليوم ليس يومك، أنت وحيد، ما من أحد ليهديك الورود أو يكتب لك قصيدة، “لا حبيب ولا من يحزنون”…

تعليقاً على ذلك، تؤكّد المعالجة النفسيّة رنا حدّاد، لموقع mtv أنّه “بالإضافة إلى صور العشّاق على مواقع التواصل الإجتماعي، وامتلاء جدول المطاعم بالمواعيد الغراميّة، أكثر ما يدفع العازبون إلى الشعور بالوحدة هذا اليوم هو أسئلة الناس من حولهم: ما السبب وراء عدم وجودك في علاقة؟ أو لماذا لا تحاول الدخول في علاقة؟وغيرها من الأسئلة التي تجعل العازب يشعر كأنّ البقاء وحيداً هو أمر غير مقبول في المجتمع، ما يخلق لديه شعوراً حقيقيّاً بالذنب، ويدفعه إلى أن يشكّ في نفسه، ويزعزع ثقته”.

وتتابع حدّاد: “أعتقد أنّ الموضوع يعود إلى شخصيّة الفرد، إن كان عاطفيّاً واتّكاليّاً، فستكون لديه صعوبة أكثر من غيره في التأقلم مع فكرة أن يكون وحيداً”.

من جهةٍ أخرى، تشير حدّاد، إلى “تأثّر الأشخاص الذين تكون لديهم رغبة في الدخول في علاقة، لكنّ خوفهم من خوض التجربة والإلتزام والمسؤوليّة، يدفعهم إلى التراجع، ما يبقيهم في حالة من الضياع، وعدم التصالح مع موقعهم من العلاقات العاطفية”.

بناءً على تجربة فتاة مثلي، لم تخض يوماً علاقة حقيقيّة، صدّقوني حين أقول إنّ “البقاء وحيدة، لا يعني بالضرورة أن أكون وحيدة”. فكم من ثنائيّات ستحتفل ظاهريّاً اليوم لكنّها تشعر بالوحدة أكثر من أي عازب. لذا، يا “وحيدي العالم، لا تحزنوا”. لا بل استفيدوا من هذه الفترة لتحبّوا أنفسكم. أنتم فقط أمام حبٍّ مؤجّل سيأتي في وقته. أمّا العلاقات الفارغة، فلا تسمحوا لها بأن تفسد عليكم وقتكم!

 ماري جو متى -موقع mtv

Exit mobile version