رأى منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو أن “الرئيس رفيق الحريري لم يُغتال لأسباب شخصية إنما في أطار تنفيذ مشروع يبدأ من إيران وينتهي على سواحل المتوسط “.
و قال ضو: “هذا الإغتيال يندرج في إطار المشروع التوسعي الإيراني، فإذا أردنا أن لا تذهب دماء رفيق الحريري سُدًا، يجب أن نمنع هذا المشروع من تحقيق أهدافه”.
وإعتبر أن “الرئيس سعد الحريري، لم يتخذ قرار العودة النهائية إلى لبنان بعد، وهو علّق العمل السياسي ولم يعتزله، وهذا ما تؤكده زياراته وإستقبالاته الحالية، وبتعليقه للعمل السياسي كان يعبر عن موقف سياسي معين، وعن وجهة نظر تقول: أنا لم أعد أجد شريكًا يمكنني التعاطي معه على قاعدة قناعاتي اللبنانية”.
ولفت إلى أن “مشكلة المملكة العربية السعودية ليست فقط مع سعد الحريري، إنما مع كافة الطبقة السياسية والحزبية، لأنها تسير في مسارات لا تشبه السعودية بشيئ، فالسعودية تخوض معركة رؤى إقتصادية وسياسية وديبلوماسية، تشمل مواكبة للسياسات الدولية، في المقابل تفكير المنظومة السياسية اللبنانية في مكان آخر، وعلى اللبنانيين الإبتعاد عن المحاصصة والعمل على بناء بلد، بدأً من إنتخاب رئيس للجمهورية وصولاً إلى إعادة بناء المؤسسات”.
وأسف ضو “للدمار الذي يحلّ في المناطق الجنوبية من لبنان، متسائلاً عن كيفية إعادة إعمارها خاصة وأن “الدول العربية اليوم لن تشارك في ذلك كما حصل في العام 2006، كذلك فإن إيران لن تبني ما تهدم، وهي تهدم ولا تبني، ومنطق “إذا دمرتم دمرنا” غير سليم، إذ أن المساعدات إلى إسرائيل لن تنقطع يومًا على الرغم من الإنتقادات التي توجه لأدائها في غزة”.
وتابع ، “لولا عملية حماس ووجود حزب الله، لكان سقط نتنياهو، ولولا وجود نتنياهو لكان إنتهى حزب الله، وبالتالي يشكل الواحد منهما ذريعة لوجود الآخر، والطرفين يستمدان إستمراريتهما من بعضهما”.
وأضاف، “على إسرائيل أن تعترف أن الأيديولوجيا التي قامت عليها دولة إسرائيل منذ العام 1948حتى اليوم على قاعدة إحتلال الأرض لأجل حماية النفس، زالت بوجود التكنولوجيا، وبالتالي عليهم إعطاء العرب حقوقهم، كذلك الأمر بالنسبة لإيران فمع كل الصواريخ والمسيّرات التي تملكها هي عاجزة عن التعايش مع محيطها العربي ومع العالم، والأمر ينطبق أيضًا على تركيا”.
وإستغرب عدم دخول إيران في الحروب مع إسرائيل ما دامت تتسلح لمواجهتها، “ولماذا تدع لبنان والفلسطينيين واليمنيين يدفعون الثمن؟ وإيران عندما تسببت بحرب غزة لم تفعل ذلك لضرب إسرائيل، إنما للمطالبة بالثمن الذي تستحقه في النظام الإقليمي الجديد، وعلينا كلبنانيين البحث عن مصلحتنا وعن دورنا في النظام الدولي بدل تفويت الفرص”.
وأردف، “نحن عشنا 15 عامًا مع جماعة الممانعة، يتهمون فيه المحاكم الدولية بالصهيونية والإمبريالية وأنها غير قادرة على إحقاق الحق، بعد ذلك، يتبين في النهاية أن محكمة العدل الدولية يمكنها أن تعلن أن إسرائيل مجرمة، وإذا كانت المحاكم الدولية مصيبة في أحكامها، فمحكمة رفيق الحريري مصيبة أيضًا”.
وتساءل، “أين كانت القوات الدولية منذ العام 2006 وحتى اليوم؟ وحزب الله يبني ترسانته العسكرية، وما يحصل اليوم هو نتيجة كل هذه التسويات والصفقات التي قام بها المجتمع الدولي على ظهر لبنان، بمن فيهم إسرائيل التي سمحت بتمويل حماس لإضعاف السلطة الفلسطينية وعدم المطالبة بدولة”.
وتمنى “فهم أهداف حزب الله، سائلاً: هل هو يسعى إلى إسترجاع الأراضي اللبنانية التي لاتزال محتلة؟ ام هو يعمل كجبهة مساندة لغزة؟ وهل يسعى إلى حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟ أو مساندة الحوثيين ضد آل سعود؟ ليقل لي ماذا يريد، وما الهدف من وجود سلاحه، فلنتحاور في هذا الموضوع، وإن كان السلاح للتحرير، فليسلمه إلى الجيش اللبناني، لأن هذا الجيش ليس أقل وطنية من حزب الله”.