في السنوات الأخيرة انتشرت صفحات التسوق الاونلاين على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف المضاربة وفرض نفسها على الأسواق التجارية التقليدية سواء التي تبيع الألبسة أو الاكسسوارات أو الأدوات المنزلية أو مواد التجميل أو السلع الالكترونية وغيرها، وأصبحت هناك صفحات لبيع كل ما يخطر على البال. وما ساعد في تنامي تلك الظاهرة هو دخول الشركات والمحال التجارية ذات الماركات العالمية والمشهورة على خط البيع “اونلاين” وخدمة التوصيل “الدليفري” الى البيت من دون أي عناء أو مشقة.
عملية التسوّق الإلكتروني لا تحظى بالاجماع، اذ ينقسم المواطنون بين مؤيد على اعتبارها حاجة في الحياة اقتداء بالدول الغربية المتطورة، وللتوفير في ظل الأزمة اللبنانية والغلاء، وبين رافض على قاعدة أن يحرم الزبون من بديهيات التسوّق كالقيام بتجربة الملابس قبل شرائها وتلمسها، والأهم أن النوعية غالباً ما تكون أقل جودة من الاعلان التسويقي لها.
احتيال وغشّ
بدأت المحلات التجارية باستخدام المنصات الالكترونية للتسوّق بعدما أقفلت محالها هرباً من عواقب الأزمة الاقتصادية ومن دفع الايجار وتكاليف الكهرباء، بينما النسبة الأكبر هي تلك الصفحات التي بدأت تنتشر منذ العام ٢٠١٩ مع بداية الأزمة المعيشية الصعبة في لبنان والاقفال بسبب تفشي فيروس كورونا.
تقول ماري يونس لـ”لبنان 24″: “أصبحت أفضل التسوّق الكترونيًا لأن عملية الشراء تتم بتأن وليس بانفعال، ويصل الغرض بسرعة قصوى، والأهم أنني أوفّر كلفة المواصلات وأتحكم بمصروف العائلة بشكل أفضل”.
في المقابل، ترفض مايا خوري الفكرة من أصلها، وتقول: “عندما وصلت الطلبية واستلمتها من عامل “الدليفري” حصل ما كنت خائفة منه، فنوعية البضاعة كانت سيئة للغاية، وحصل الخطأ في غرضين احداهما في المقاس والثاني كان مزقًا في الحقيبة. تواصلت مع صاحبة الصفحة وطلبت مني أن أرسل لها الصور، ثم غابت ساعات من دون أية اجابة وعندما عاودت مراسلتها قالت انها ستبدلها بالتأكيد، ومرّ شهرين تقريبًا وكلما كنت أحاول التواصل معها وأسألها عن الغرض المراد تبديله تجيبني بأنها لم تستلم البضاعة بعد من دول الخارج”.
وتضيف: “كان الحلّ الوحيد هو كتابة تعليق على “فيسبوك” كلّما قاموا بتنزيل منشور جديد من أجل الترويج لبضاعتهم. واعتبرت أن بهذه الطريقة بامكاني التشهير بهم عمّا ارتكبوه من غشّ، واعلام الزبائن أن هذه الصفحة غير موثوق بها”.
لماذا التسويق الالكتروني؟
كان التسويق الإلكتروني والتجارة عبر الإنترنت من الكماليات، وكان حكراً على الأقلية، كما أن الموضوع كان اختيارياً، ويتعلق برغبة الرواد بالحصول على أعداد أكبر من المتابعين لزيادة مبيعاتهم. أمّا اليوم، أصبح موضوع تفعيل المنصات الإلكترونية واجباً بل من الضروري العمل على تطويره وتحسينه لضمان المستقبل والاستمرارية.
هو يقرّب المسافات بين المتعاملين، ويسهل إنشاء موقع الكتروني لبيع المنتجات بطريقة بسيطة ومن دون تكلفة عالية، بحيث يربط الفيسبوك والإنستغرام والموقع الإلكتروني ليتمكن التاجر من تسويق المنتجات وعرض الخدمات، ويوفر مختلف وسائل الدفع عن طريق البطاقات الائتمانية المتعددة.
طرق بسيطة لتسوّق آمن
يورد موقع “Money Helper” بعض الطرق البسيطة للتسوق عبر الإنترنت بأمان والتي يمكن استخدامها يوميًا وهي:
• تأكد من أن الموقع الإكتروني الخاص بالمتجر آمن.
• تعرف على حقوقك وسياسة إرجاع المنتجات التي تعتمدها الشركة.
• حافظ على تحديث برامج الحماية من الفيروسات واستخدم كلمات مرور صعبة للحسابات عبر الإنترنت.
• لا تستخدم شبكات الواي فاي العامة الموجودة في المقاهي على سبيل المثال.
• ادفع باستخدام بطاقة الائتمان، حيث يكون لديك المزيد من الحماية، أو استخدم خدمات الدفع عبر الإنترنت مثل “باي بال” حتى لا يتمكن المحتالون من الحصول على تفاصيل حسابك المصرفي.
• قيّم المعروضات بذكاء، فإذا بدا لك أن العرض مغر لدرجة يصعب تصديقه، فمن المحتمل أن تكون الصفقة عملية غشّ مُحكم.
المصدر: خاص “لبنان 24”