إلى اللبنانيين الأعزاء. إذا أخبركم أي مسؤول لبناني بأن غداً سيكون أفضل من اليوم، وبأن ودائعكم ستعود إليكم، وبأن الثقة ستعود الى لبنان، وبأن، وبأن، وبأن… فلا تصدّقوه.
لبنان انتهى…
فهذا المسؤول الذي قد يجوب البحر والبرّ والجوّ، والذي يدور في أرجاء العالم، لا يخبركم إلا بما هو موافق لمصلحته هو، أي نشر أجواء إيجابية غير موجودة، ولن تكون متوفّرة أبداً في هذا البلد الذي لم يُؤسَّس يوماً ليكون بلداً أو دولة.
فالمسؤول اللبناني الذي يخبركم أنه يحبّ بلده هو “دجّال”، يقوم بما يتناسب مع مصالحه وأعماله في هذه الرقعة الجغرافية. وهو يشتري الوقت الى أن تتمكّنوا من ابتلاع سموم الانهيار المقصود والمرسوم بشكل كامل، لا أكثر ولا أقلّ. ولذلك، لا تصدّقوا أحداً.
والمسؤول اللبناني الذي يسافر الى الخارج، والذي يلتقي الوفود والمسؤولين في عواصم القرار الدولي، يقوم بمصلحته، ويعبّد الطريق لها وليس لكم، فلا تصدّقوه. فلبنان انتهى، ولا مجال لإنعاشه إلا بجديد لا قرار بالإفراج عنه حتى الساعة.
لسنا في بلد
اعتبر مصدر سياسي أن “الناس يعتقدون في العادة أنه على قدر شهرة الشخص تكون سمعته طيّبة بالفعل، ويكون صادقاً بالفعل. ولذلك نرى أن في لبنان، وكما في كل بلدان العالم، إذا تحدّث فنّان بالسياسة أو الاقتصاد، يتناقل الجميع كلامه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وينشرونها كما لو كانت الحقيقة الكاملة”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الشهرة لم تَكُن يوماً ولن تكون، مقياساً لدقّة الكلام والوعود. وهنا لا بدّ من قول بعض الأمور على حقيقتها، ومهما كانت صعبة بالنّسبة الى البعض. فالسياسي مثلاً، الذي يخبر الناس في لبنان بأن مستقبلهم ومستقبل أولادهم وودائعهم مضمونة، ليس أكثر من ذاك الذي يقول لهم إنه لن يقوم هو بشطب أموالهم وحقوقهم، بل غيره. وبالتالي، هو يمارس غسل الأيدي والضمير أمامهم لا أكثر، وذلك بحثاً عن رضاهم الدائم وأصواتهم في المواسم الانتخابية”.
وختم:”الجميع يدركون أن الوضع صعب ومُعقَّد ولكنّهم لا يعترفون بالحقيقة. وبما أن الحكومة تصرّف الأعمال، وفاقدة لأي نوع من الثقة والشرعية الفعلية، فهي تؤمّن للجميع فرصة إلصاق كل شيء بها، بدءاً من هضم حقوق الناس وودائعهم، وصولاً الى باقي العناوين الحياتية. ففي المحصّلة، نحن لا نعيش في بلد”.
اخبار اليوم