أبطال البزّات الحمراء… ونداءٌ من تحت الق*ص*ف

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

يندفعون إلى الخطر عند كل نداء إنساني، فبلسمة الجراح هي مهمتهم الأولى والأسمى. هذا هو حال أبطالنا بالبزّات الحمراء، مسعفي الصليب الأحمر اللبناني منذ اندلاع المواجهات في جنوب لبنان. فكيف تعمل فرق الإسعاف والإغاثة عند خطوط النار وفي مناطق النزوح؟ وهل هي قادرة على الصمود على وقع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها البلد؟

“فرق الإسعاف مستنفرة في كل لبنان”، يؤكد الأمين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة، أما التنقّل فيحصل بالتنسيق مع اليونيفيل والجيش اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر لحماية المسعفين، وهذا شرط أساسي من خلال التنسيق مع الجميع، للحفاظ على كرامة الانسان، وانطلاقاً من مبدأ الحياد والاستقلالية.
ويقول كتانة، في حديثٍ لموقع mtv: “نقوم بتلبية المهمات، ولدينا مراكز ثابتة في الجنوب من شبعا الى صيدا. ولكن هناك حاجات نطلبها من شركائنا لأن الحرب ليست مسألة أيام وهي مستمرة منذ ٥ أشهر. ونقوم بإعداد دراسة تفصيلية حول الحاجات على مستوى الإغاثة، فهناك نقص كبير والحاجة كبيرة، لا سيما الأدوية المزمنة للمحتاجين كما الدعم المالي”، كاشفاً عن أنّ عدد النازحين بات يبلغ حوالى ٨٥ ألف عائلة.

وحول الواقع على الأرض، يقول: “للأسف هناك شهداء من بين الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء وأرض محروقة، كما أن الأمور توسّعت ولم تعد محصورة فقط بجنوب الليطاني”، مضيفاً “هناك انتهاك كبير للقانون الدولي الإنساني، فما علاقة المدنيين؟”.
وبينما تكبر التهديدات للبنان، هل الصليب الأحمر مستعد في حال توسّعت الحرب؟
يجيب كتانة: “بنوك الدم حاضرة لتلبية الحاجات، وعدد المتطوعين كافٍ كما عدد السيارات. والصليب الأحمر موجود في أي استحقاق، ونحن متواجدون باستمرار من شبعا الى وادي خالد. لكننا نعاني من النقص المادي في ظل حرب غزة وأوكرانيا، وتراجع التمويل”.
ويوجّه كتانة نداءً إلى جميع المقتدرين للتبرّع للصليب الأحمر، مشدداً على أنّ “التمويل ضروري لتأمين الاستمرارية، وللأسف الدولة اللبنانية لا تدعمنا بأي شيء، ولذلك نعتمد على شركائنا في الحركة الدولية للصليب الأحمر وعلى بعض المتبرعين وبعض الجمعيات الدولية. فالحاجة كبيرة ولا يمكننا أن نأخذ مكان الدولة”.

ولكن كيف تستطيع هذه المؤسسة التطوعية والانسانية الصمود في ظل الضغوطات؟
يقول كتانة: “التجربة اللبنانية منذ الحرب سمحت لنا بأخذ الدروس والعبر، كما التخطيط والتقييم الدائم لنقاط الضعف ونقاط القوة، ونحاول التحسين قدر الإمكان لمساعدة أخينا الانسان أياً كان لونه أو دينه”، مستذكراً تجربة انفجار مرفأ بيروت، حين وزّع الصليب الاحمر ٢٤ مليون دولار على ١١ ألف عائلة، بقيمة ٣٠٠ دولار شهرياً، على مدى ٧ أشهر، والتي تم توزيعها بشفافية كاملة وفي ظلّ تدقيق في الحسابات وكشف دائم على كيفية صرف الأموال.

“نريد أن نعطي أملاً للبنانيين، وأن نقول للمواطن نحن دائماً الى جانبك”، بهذه الكلمات النبيلة يختم كتانة، في رسالة تؤكد أن العتمة لا تقوى على النور وإرادة الحياة دائماً أقوى من إرادة الموت والحرب والفقر والجوع. 
هؤلاء يستحقون التحية وسطور الدعم، هم الذي لم يتخلّفوا يوماً عن مساعدة محتاج وإسعاف جريح أو نقل مريض. وها هم يلبّون النداء اليوم… تحت القصف.

Exit mobile version