أخذ تكتل “الاعتدال الوطني” الضوء الأخضر من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليبدأ مبادرته علّه يفتح كوّة في جدار الرئاسة. بكلام معسول وإيجابية تستمرّ جولة نواب “الاعتدال”، بانتظار ما سيرشح عن اللقاء مع “حزب الله” وكتلته النيابيّة. فهل يناور برّي و”الحزب” تحت شعار “تداعى النواب”؟
من السابق لأوانه الحديث عن استبدال “الثنائي الشيعي” مرشحهما رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة بخيار آخر. ومن السابق لأوانه أيضًا الجزم بعكس ذلك. فـ”برّي أمّ الصبي وقد سبق ودعا مرّتين إلى الحوار لوضع حدّ لأزمة الرئاسة”، على حدّ تعبير النائب قاسم هاشم. ويقول في حديث لموقع mtv: “على الكتل النيابية التشاور حول مواصفات الرئيس وقد نتّفق على اسم أو أكثر نذهب بهم إلى جلسة انتخابية”. ويردف: “لبنان محكوم بالحوار وليقدّم كل واحد رؤيته ولنبحث سويًا على قواسم مشتركة”.
مع احتدام المشهد الإقليمي، وتوسّع الاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان، وحراك الخماسيّة، تبرز الدعوات لأن “يزمط” لبنان بالرئيس، بدل انتظار التسوية. يجزم هاشم أن لا مناورة من “الثنائي” حول مبادرة كتلة “الاعتدال”، ويؤكّد أنّه “لا يراهن لا على تسويات ولا على تغيّرات إقليميّة تترجم في الداخل”.
ويشدّد هاشم على أنّ “حزب الله يريد انتخاب رئيس، فما يحصل في غزة والجنوب يستدعي وجود رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات”.
ثبّتت المحاولات والمساعي الرئاسية السابقة مقولة بري “لا تقول فول غير ما يصير بالمكيول”. وهنا يعتبر هاشم أنّ “الكتل تبدي تجاوبها، ولكن الأمور ليست بالبدايات إنّما بالنهايات”.
قد يتراجع “حزب الله” عن دعم فرنجيّة لكنّه حكمًا لن يفعلها لصالح اسمٍ لن يأخذ منه ضمانة بعدم “طعن المقاومة في ظهرها”، وتوقيت التراجع عن خياره لن يكون قبل ترسيم معالم مرحلة ما بعد غزة.
وإن تداعى 86 نائبًا إلى مجلس النواب، فإنّه لا يزال أمام تكتل “الاعتدال الوطني” جملة من العراقيل تبدأ بعقد جلسة بدورات متتالية ولا تنتهي بمواصفات الرئيس العتيد… فالشيطان يكمن في التفاصيل.
مريم حرب -موقع mtv