يكاد لا يمرّ يومٌ واحد من دون أن تتوعّدنا إسرائيل بالأسوأ، هي فعليا تتوجّه إلى “حزب الله”، ولكنّنا بطبيعة الحال سنأكل الحصرم معا… “ويا ريتو حصرم عنجد”.
قصة شبكة أنفاق الحزب التي وردت في تقرير صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية والتي يبلغ طولها مئات الكيلومترات وتربط المراكز المهمة في بيروت والبقاع والجنوب، ليست جديدة، وهي لطالما شكلت مصدر قلق كبير للإسرائيليين تماما كـ”غزة التحتا”، إلا أن ما يجدر التوقف عنده هو ما قد يكون موجودا فوق الأرض حولنا وبالقرب من مواقع استراتيجية.. أو على الأقل ما يثق الإسرائيليون بأنه موجود.
أنظروا إلى البيانات الاخيرة التي تصدر عن الإسرائيليين، لتدركوا أن أثمن صيد عندهم هو كبار القادة في الحزب إضافة إلى مستودعات الأسلحة وكل مكان يشعرون أنه مصدر خطر عليهم لناحية التخطيط أو التنفيذ أو التصنيع.. وانطلاقا من هذه النقطة، تعود إلى الأذهان الخارطة الشهيرة التي أمسك بها قبل سنوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة، ليدلّ العالم على مراكز في بيروت (تجدون الصورة مرفقة) تضم مصانع صواريخ تابعة لحزب الله… فماذا لو فعلها الإسرائيليون؟ ماذا لو استهدفوا الاماكن التي يثقون بأنها تحوي مستودعات أسلحة أو مصانع لإنتاج الصواريخ… قرب المطار، وفي محيط المباني السكنية، وعلى مقربة من محطات للغاز؟
يعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي الجنرال إلياس حنا، أنه ليس من الضروري أن تكون تلك الادعاءات الإسرائيلية صحيحة، مشيرا في حديث لموقع mtv الالكتروني إلى أنه من الممكن أنها تندرج في إطار الحرب النفسية والضغط على المواطنين ليصدّقوا أنه قرب منازلهم قد تكون هناك مستودعات أسلحة وبالتالي يضغطوا بدورهم على “حزب الله”.
كما لفت إلى فرضية أخرى في هذا الإطار، تقوم على مبدأ تحفيزيّ للآخر، بحيث أن الادعاءات الإسرائيلية قد يكون هدفها توجيه إشارات إلى “حزب الله” والترقب وجمع المعلومات من خلال ردة فعل الحزب على المزاعم، حتى تتأكد من صحة معلوماتها أو عدمها.
في 4 آب 2020، إنفجر مرفأ بيروت في ظروفٍ لا تزالُ مجهولة حتى اليوم، أو بالاحرى ممنوعة من ولوج الحقيقة… في ذلك اليوم الأسود من تاريخنا، إنفجرت 2750 طنا من نترات الامونيوم كانت مخزّنة بطريقة غير آمنة في مستودع في المرفأ لستّ سنوات، ما أدى إلى مقتل 113 شخصا وجرح أكثر من 4 آلاف… فماذا لو قامت اسرائيل باستهداف مخزن أو مستودع يحوي أسلحة بالقرب من محطة للغاز أو مكان يحوي متفجرات أو نيترات أيضا… نحن الذين أساسا نجهل ما يمكن أن يكون مخزّنا بالقرب منا أو حتى تحت أقدامنا؟
فهل من تاريخٍ أسودَ آخر لم تحن ساعته بعد؟
ام تي في