الهوس بالجمال والعناية بالبشرة… ما هي ظاهرة “أطفال سيفورا” الجديدة

مع انتشار موجة “أطفال سيفورا” حول العالم، يتخوّف الأهالي من هذه الحالة “المثيرة للقلق والخطيرة” التي تتجلّى بهوس الأطفال بمنتجات العناية بالبشرة.

في الواقع، كثر في الآونة الأخيرة استخدام منتجات العناية بالبشرة من قبل “أطفال سيفورا” بحسب “واشنطن بوست”، وهو اللقب الذي يُطلق على الأطفال المهووسين بالجمال عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مرحلة ما قبل المراهقة. فمن الكريمات والأقنعة، وصولاً إلى مرطّبات الوجه، قد تكون هذه الظاهرة دليلاً على أنّ البالغين ينقلون إلى أطفالهم خوفاً في غير محلّه من الشيخوخة.

ويطرح هذا الهوس الأخير بالمنتجات الواعدة ببشرة مثالية مشكلة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، مفادها أن غالباً ما يهدر هؤلاء الكثير من المال على تركيبات باهظة الثمن لا تعود بالفائدة على البشرة الشابة.

في هذا الإطار، يلفت كيميائي مستحضرات التجميل المقيم في مدينة لوس أنجلوس، غافون فورد في حديث مع “بي بي سي”، إلى أنّه بمجرّد تطبيقها، فإنّ المكوّنات النشطة الموجودة في تلك العبوات الجميلة من الكريمات والأمصال قد تضرّ البشرة أكثر ممّا تنفعها.

ويقول فورد: “إنّ الأطفال غالباً ما يجدون هذه المنتجات على وسائل التواصل الاجتماعيّ عندما يتحدّث أحد المؤثّرين عن التغييرات التي طرأت على بشرته، لكنّهم لا يدركون أنّ الشخص الذي يشاهدونه على الشاشة يستهدف جمهورًا أكبر سنّاً”، مشدّداً على أنّ المكوّنات مثل الريتينول، وأحماض التقشير، وفيتامين سي، قد تشكّل جزءاً من نظام البالغين، لكنّها تُلحق الضرر بحاجز بشرة الأطفال.

وعلى مدى أجيال، لطالما رغبت الفتيات الصغيرات في المشاركة في الروتينات الجمالية الخاصة بالنساء، إلّا أنّ هذا السلوك اتّخذ منحى آخر، وبدأ الهوس ببشرة مثالية يطرح مشكلة كبيرة عند الأطفال.

ويؤكّد أطباء الجلد أنّ مسألة تطوير عادات صحية للعناية بالبشرة بعمر مبكر قد تؤدّي إلى تطوّر إيجابيّ، ويطلبون تنظيف وترطيب جميع أنواع البشرة وحمايتها من الشمس وتغذيتها بمكونات مثل حمض الهيالورونيك (غير المؤذي للأطفال)، والتي قد تخفّف من أعراض الهرمونات منها حبّ الشباب.

لكن من ناحيته، يوضح فورد أنّه من الصعب دراسة مقدار مساهمة استخدام المنتجات المضادة للشيخوخة بوقت مبكر في منع ظهور علامات مثل التجاعيد، والخطوط الدقيقة، لذلك لا توجد مجموعة من الأبحاث تشير إلى فوائد البدء مبكراً بذلك.

عندما يتعلّق الأمر بالمنتجات التي يتمّ تسويقها على أنّها مضادة للشيخوخة، مثل الريتينول، لا يوجد عادةً عمر مثاليّ للبدء باستخدامها، إذ إنّ بشرة كلّ شخص فريدة من نوعها، والوقت المناسب للبدء في علاج الشيخوخة هو حين تظهر علامات واضحة للخطوط الدقيقة والتجاعيد.

النهار

Exit mobile version