جاء في جريدة الأنباء الالكترونية:
برزت زيارة وفد كتلة الاعتدال الوطني إلى عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد وصف الوفد للقاء “بالايجابي جداً” على عكس ما جرى التداول به من قبل البعض في الساعات الماضية، كما أشار النائب وليد البعريني الذي وصف المبادرة بالناجحة وبأنها تلقت دفعاً قوياً من الرئيس بري.
مصادر كتلة الاعتدال أشارت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “اللقاء مع الرئيس بري كان جيداً ومشجّعاً على استكمال التواصل مع كل الكتل النيابية للتباحث معهم بعيداً عن الإعلام حول الآلية التي ستعتمد في جلسة التشاور التي لن يكون فيها لا رئيس ولا مرؤوس”، كما تؤكد المصادر، “بل ما يتفق عليه الجميع، وحتماً ستفضي الى انتخاب رئيس جمهورية وإنهاء معاناة اللبنانيين، خاصة وأن هناك إجماعا لدى كل القوى السياسية لإنجاز هذا الاستحقاق”.
وعن موعد الجلسة إذا كانت ستتم في خلال شهر رمضان أو بعده، لفتت المصادر إلى أن “هذا الأمر رهن بتوافق الكتل النيابية عليه، لأنه من الممكن عقد الجلسة التشاورية في غضون اسبوع او اسبوعين او تأجيلها الى ما بعد إجازة عيدي الفطر والفصح”.
وفي ضوء المخاطر المترتبة على ما تقوم به إسرائيل جنوباً او تنوي القيام به، فإنه بات ضرورياً التقاط أي مؤشرات إيجابية محلية، وتغيير المقاربات من القوى السياسية المعنية، حيث يجب استثمارها من قبل الجميع، لإعطاء الأمل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي طال أمد الشغور فيه.
جاء في “الأنباء” الكويتية:
للحرب في غزة والجبهة الجنوبية المفتوحة إلى وراء خط نهر الليطاني، امتداد لجغرافيا اقتصادية خالصة، من بحر غزة وبرها إلى بحر جنوب لبنان وبره، وتقع ضمن اطار مفاوضات تحتاج إلى وجود رئيس للجمهورية لديه وحده صلاحية التوقيع على أي اتفاق مصيري وهنا بيت القصيد، فالاتفاقيات غالبا ما يكون ظاهرها سلاما وباطنها أعمق ولبنان، في هذه الحالة، لن يكون بعيدا عن المسارين الإقليمي والدولي.
ويوازي ذلك تحرك «المجموعة الخماسية»، في لقاءاتها واتصالاتها، التي يبدو انها قطعت مراحل مهمة، وتركت للبنانيين مجالا للدخول في حوار «سيّار» أي عبر زيارات، يتولاها النواب من أي «تكتل»، للمرجعيات، بغية الغوص في أعماق الطروحات لحل المعضلة الداخلية التي تمنع انتخاب «رئيس» من أي طرف كان.
المشكلة أن اللبنانيين البالغ عددهم أكثر من اربعة ملايين نسمة، داخل الحدود، لديهم أكثر من أربعة ملايين رأي، وحكومتهم فضفاضة ونوابهم قلوب شتى، وأحزابهم بالمئات لها ارتباطات خارجية، ما يوحي بالسؤال عمن سيمكنه في هذه الحال أن يحكم، وهل الأطراف اللبنانيون هم جاهزون لإجراء الانتخابات الرئاسية في هذه المرحلة الغامضة؟
وفي هذا السياق، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووضعه في الأجواء التي عاد بها معاونه السياسي النائب علي حسن خليل من العاصمة القطرية الدوحة، وعرض معه في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية والاستحقاق الرئاسي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وتابع الرئيس بري المستجدات السياسية لاسيما الاستحقاق الرئاسي خلال لقائه وفد كتلة «الاعتدال الوطني» النيابية الذي ضم النواب وليد البعريني، سجيع عطية، أحمد الخير، محمد سليمان، أحمد رستم، عبدالعزيز الصمد، وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش.
وكان هناك كلام صريح لوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، بعد لقائه سفيرتي السويد آن ديسمور والاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، مفاده: «يجب التوقف عن تمويل الحرب في الشرق الأوسط وإعطاء الحلول الديبلوماسية فرصة اليوم قبل الغد»، معتبرا تمويل «الأونروا» هو بمصلحة لبنان والاستقرار في المنطقة.
والحديث مستمر عن المساعي المتواصلة على خط النار لتحقيق هدنة في غزة تنسحب على جنوب لبنان، وليس من الواضح ما اذا كانت قابلة للتمديد أم لا، في ظل الكلام المتباين حول تجميد الإدارة الأميركية مهمة موفدها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين بشأن «الهدنة» التي لم تظهر تل ابيب نية موثقة بالتزامها.