خلال الفترة الماضية دأبت غرفة التجارة في طرابلس ولا سيما رئيسها توفيق دبوسي على المطالبة بتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وكانت التحضيرات لذلك على قدم وساق لكن سرعان ما هدأت الأمور وخفتت الأصوات المطالبة بذلك ليعود المطار الى سباته العميق . لذا يبرز التساؤل فورا عن الأسباب التي تمنع ذلك وهل من أمر مخفي لا يتم الإفصاح عنه؟..للحقيقة قامت غرفة تجارة طرابلس بشخص رئيسها توفيق دبوسي بنشاط مكثف لإعادة تشغيل المطار وقد حال الجميع انهم على قاب قوسين من افتتاحه لكن الرياح جرت على عكس ما تشتهي النفوس وبقي المطار منسيا دون أي حركة تذكر لاسباب سياسية محلية واقليمية . .
يجيب الرئيس دبوسي على هذا التساؤل بالقول:
ان أجواء البلاد غير مستقرة فإذا كان لا يوجد اتفاق دولي على سحب فتيل الحروب والنزاعات عن هذا الوطن واذا كانت البيئة الإقليمية والمجتمع الدولي بالإضافة إلى الداخل اللبناني مهيئة لهذا الأمر فكيف يمكننا الوصول إلى مشاريع تتعلق بالآخر. اننا عندما نتحدث عن المطار فنحن بالنتيجة نتحدث عن منطقة اقليمية ودولية يحتل فيها لبنان حيزا من الوجود وهو يتميز بموقع جغرافي مهم في شرق المتوسط لذا اي مشروع ضخم بحجم كبير يحتاج إلى توافق بينما الإدارة اللبنانيه أن لم نقل السياسة اللبنانيه متصارعة والقطاع العام في أسوأ حالاته لذا في ظل ذلك مع من سنتكلم بالمشروع هذا؟..لا يوجد أي توافق داخل الحكومة او المجلس النيابي على أي شيء . أيضا يوجد فراغ في الإدارات العامة ولا يوجد فيها اي مدير أصيل إنما يوجد وكيل او بالإنابة لذا لا يمكن الوصول إلى اهدافنا الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي تسهم بخلق استثمارات وفرص عمل وتفعل دور الوطن . أن لبنان اليوم لا دور له في المنطقة بينما نحن نفرح بما نحصله من السياحة وهي في الحقيقة سياحه متأتية بمعظمها من اللبنانيين المنتشرين في العالم .لقد حقق الطموح الموجود لدى اللبنانيين المنتشرين في العالم خلال العام ٢٠٢٣ أكثر من ٧مليار دولار تم ضخها في البلاد علما ان هدف الحكومة هو حول كيفية الحصول على قرض بـ٣مليار .أن الصراع اليوم هو حول أي لبنان نريد : هل نريد لبنان الفرنسي ام الأميركي ام الإيراني او السعودي أو المصري ؟،هل نريد أن نكون جزءا من حروب المنطقه او نريد أن نكون منصة لخدمة المنطقة وخدمة الاقتصادات العالمية في شرق المتوسط ؟اننا اذا توصلنا لذلك نكون قد وصلنا إلى أعلى درجات الطموح وحققنا بالتالي أمن واستقرار وازدهار بلدنا . لكن هذا الهدف كبير جدا حتى الآن ونحن اقزام إلى جانب هكذا هدف لكننا لن نيأس ونحن لا نصارع الآخرين إنما نحاول انطلاقا من موقعنا كممثلين للمصالح العليا في القطاع الخاص أن نقول للشركاء اللبنانيين ككل والقطاع العام والمسؤولين والمجتمع الإقليمي وكذلك الدولي بأن لبنان مؤهل لكي يكون منصة لخدمة اقتصادات العالم في شرق المتوسط سواء عبر مرفأ مركزي او عبر مطار مركزي او منصة للنفط والغاز لكن سواء أكان لدينا منصة أو لا فالعراق لا تزال بحاجة لتصريف إنتاجها وكذلك أوروبا بحاجة لهذا النفط لذا من الممكن إعادة أحياء الاتفاقيات القديمة وخلق دور جديد للبنان .لذا ما الذي يمنع أن يكون لدينا مطار مثل مطار سنغافوره في مدينة طرابلس الكبرى .؟ما الذي يمنع أن يكون لدينا مرفأ مثل مرفأ جبل علي في طرابلس الكبرى ؟…
بصراحة لا يوجد مجلس إدارة للطيران المدني وهي من تعطي الموافقة على تشغيل المطار .أيضا المفروض وجود تناغم بين مجلس الإدارة ووزارة الأشغال العامة والنقل بالإضافة إلى وجود تناغم بين الوزراء داخل الحكومة وان يوجد اتفاق وطني على إنتاج استثمارات ضخمة في لبنان وطرابلس خصوصا . انا لا أقول هذا لأن طرابلس اليوم مغبونه إنما لأنها غير مستثمرة حتى الآن .اننا كغرفة تجارةهدفنا هو التحول بطرابلس إلى طرابلس كبرى لكي يشعر كل مواطن في الشمال أنه لبناني وعلى علاقة بالآخرين. اننا جميعا نملك لبنان ونملك طرابلس ونريد أن تكون طرابلس طرابلس الكبرى وان تكون عاصمة لبنان الإقتصادية وان تقدم هذا الدور للدولة اللبنانية وخزينتها والشعب اللبناني ككل . انا أؤكد أن لبنان لديه القدرة الكاملة أن يكون مشروعا مربحا جدا لذاته والمجتمع الأقليمي والدولي.
أليست الفرصة أمامكم مواتية لتشغيل مطار القليعات خصوصا ان رئيس الحكومة من طرابلس أليس الأجدى أن يتم ذلك في عهده وهل طلبتم منه ذلك؟
اننا للحقيقة لسنا مع تشغيله في حالته الحاضرة . اننا نؤيد قيام مشروع ضخم إذ اننا نريد الانطلاق من حيث وصل الآخرون ولا نريد الانطلاق من مرفأ بيروت المتواضع او من مطار بيروت او مطار القليعات .
من الملاحظ أيضا أن القرار تم بتوسعة مطار بيروت بينما لا يزال مطار القليعات بالانتظار .ما سبب عدم تشغيله برأيكم؟
هذا يعود لقصر نظر الشركاء في الوطن. أن المتمكن على الأرض يفرض ما يريد ..
من المعروف أن هذه القضية هي قضية جدلية بينما موضوع المطار أمر مختلف لذا من يعارض تشغيله برأيكم؟
كثر يعارضون تحت الطاولة بينما فوقها الكل يرحب. ربما اقليميا غير مسموح بذلك حاليا. أن لبنان موجود في منطقة ملتهبة ما بين سوريا وفلسطين المحتلة وجنوب لبنان وهو جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة الملتهبة ككل.
ما دام الواقع بهذا الشكل لماذا اثرتم تشغيله اذن؟
ان سنة الحياة تغليب الايجابية وانتصارها على السلبية كما أن حبنا للحياة ومسؤوليتنا تدفعنا لتقديم احسن ما لدينا ونريد تحقيقه لكن احيانا الظروف لا تساعدنا في ذلك ورغم كل شيء نحن نضيء على الأمر ونعتقد أنه يجب أن يسود اقتناع داخلي قبل توفر الاقتناع الدولي .
ما الحقيقة إذن هل يوجد معارضة داخلية بالإضافة إلى الخارجية؟
أجل اكيد . اذا كان لبنان ضمن خارطة الأمن والاستقرار والازدهار فهو خلال ستة أشهر سينتفض وينمو ويزدهر اقتصاده. أن اقتصاد لبنان سيكون اهم اقتصاد لكن ليس بالعقلية السائدة حاليا . على لبنان مخاطبة الأمم المتحدة بأنه وطن ذو موقع جغرافي مربح لها وبانه قادر أن يكون منصة تخدم اقتصادات العالم في الشرق المتوسط . أيضا على لبنان الا يطرح نفسه انطلاقا مما يكسبه إنما ما يربحه للآخر قبل ربحه الخاص وان يعطي هذا الآخر الحصة الأكبر لأنه أكثر تمكنا منه وهو لاعب أساسي في حركة الملاحة الجوية والبرية واذا قبل بلبنان منصة لاقتصادات العالم فالمفروض أن يربح من ذلك. علينا إذن أن نكون أكثر انفتاحنا على بعضنا البعض وعلى المجتمع الدولي وان نتعاطى بإيجابية لا بسلبية.
هل نفهم منكم أن مبادرة الغرفة قد توقفت حاليا؟
اننا اليوم في حالة حرب ودول الجوار مثل سوريا والعراق غير آمنه وغير مستقرة ولبنان هو جزء من هذه المنطقة ولا نستطيع أن يكون طموحنا بسقف عال إنما علينا أن نكون واقعيين فالوضع غير مستقر ويوجد أولويات تحتم علينا مراعاتها حاليا .
الا تشجعون الإستثمار في ظل هذه الظروف غير المستقرة اذن؟
انا شخصيا اتمنى حدوث استثمارات كبيرة لكن الواقع يقول اننا لسنا في بيئة صالحة للإستثمار الضخم في الوقت الحاضر.
جوزف فرح-الديار