بدأت إسرائيل بتوسيع عدوانها على لبنان، وللمرة الثانية خلال أيام استهدفت منطقة بعلبك بغارات عنيفة ومتتالية، ادت إلى سقوط شهداء وجرحى وإلحاق الضرر بعددٍ من المؤسسات.
إلا أن لبعلبك رمزيتها اللبنانية الخاصّة، فمدينة الشمس التي تحوّلت إلى مركز ثقافي كبير بفضل قلعتها التاريخية ومهرجاناتها الصيفية السنوية، هي مصدر قلق على البشر كما الحجر فيها. وبمقدار الخوف على سلامة أهلها فإن القلق كبير أيضاً على إرثها ومخزونها الحضاري والتراثي العريق، وهي التي احتضنت آثارها ومعابدها منذ آلاف السنين ولا زالت.
وفي ظل العدوانية الإسرائيلية التي لا تحترم أي تراث، لا بل تسعى لتدمير كل وجه إشراق حضاري وسرقته كما فعلت طوال عقود، مَن يحمي قلعة بعلبك من آلة الحرب خصوصاً وأن الغارات التي تشنها إسرائيل مدمّرة وتعتبر من الأعنف؟
القلعة ليست بخير، وبعض الإجراءات التي يجب اتخاذها لحمايتها وفق القوانين الدولية غير موجودة، لا بل مُنعت، وإليكم القصة.
مصادر مطلّعة أشارت عبر موقع mtv إلى أنه ومع بداية الحرب في قطاع غزة على اثر طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، قام مدير عام الآثار سركيس خوري بواجباته كاملة، حيث أقدم على تعليق الدرع الأزرق أو ما يسمى blue shield على قلعة بعلبك، وذلك بموجب الاتفاقية الدولية لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاع المسلّح.
وتوضح المصادر أنّ هذه الاتفاقية يوقّع عليها لبنان، وبعدما جرى تحديثها عاد ووقّعها الرئيس السابق ميشال عون في العام 2019. وهي تنصّ على أنه في حال الحروب والنزاعات المسلحة، توضَع علامات الدرع الأزرق على المواقع الأثرية إذا لم تكن مستخدمة لأهداف عسكرية، وذلك لإعطاء إشارة للمتحاربين لتجنيبها القصف وحمايتها من الدمار والتخريب.
إلا ان المفاجأة كانت أن وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى طلب حينها إزالتها فوراً، وأما الحجة التي برّر من خلالها تعليماته فهي اعتبار أن العدو الاسرائيلي لا يحترم الاتفاقيات والمعاهدات.
لكن المصادر تستغرب هذا القرار من الوزير، معتبرة أن اتخاذ الاجراءات اللازمة بموجب الاتفاقية الدولية من خلال وضع شارات الدرع الأزرق ستكون بمثابة حماية دولية للقلعة، وأكثر من ذلك، فإن تجاهلها من قبل إسرائيل إذا ما غامرت بالاعتداء على هكذا موقع أثري عالمي سيكون بمثابة إدانة واضحة لها أمام العالم.
موقع mtv تواصل مع محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الذي أكد أن الموضوع من صلاحيات وزارة الثقافة وليس المحافظة، مشيراً إلى أن الغارات الإسرائيلية التي حصلت حتى الآن كانت بعيدة عن القلعة ومحيطها، إلا أنه لم يخف خشيته على القلعة قائلاً: “هذا لا يعني أننا غير قلقين عليها”.
نضع هذه السطور برسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، والتي ترأس مجلسها التنفيذي اللبنانية فيرا الخوري، علّها تتحرّك لحماية قلعة بعلبك وغيرها من المواقع المهددة من إسرائيل… والوزير أيضاً.
نادر حجاز -موقع mtv