بعد انتهاء الح/ر/ب… اليكم “استراتيجية” نتنياهو لِمستقبل قطاع غ/ز/ة
تحدث كاتب وصحفي إسرائيلي مخضرم، عن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي “الاستراتيجية” لمستقبل قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، مؤكدا أنها لا تشمل أي ربط أو تواصل جغرافي في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال رون بن يشاي في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن نتنياهو يسير بخطوات “ناجحة وصغيرة”، لتحقيق حل بعيد المدى للأوضاع في غزة بعد الحرب، وفق رؤية اليمين الإسرائيلي، يشمل إنشاء كيان منفصل في غزة، تسيطر عليه “إسرائيل” من الناحية الأمنية.
غير أن نتنياهو غير مستعد لأن يعرض على الجمهور في “إسرائيل”، وعلى الإدارة الأمريكية ولا حتى على المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” مخططه خشية أن يؤدي هذا الى تفكيك ائتلافه، فتحتدم المواجهة مع واشنطن وتفقد “إسرائيل” دعم الدول العربية التي تقيم معها علاقات من فوق ومن تحت الطاولة، وفق بن يشاي.
وفقا لكل المؤشرات، يقول بن يشاي، إن نتنياهو معني بأن يصبح قطاع غزة كيانا منفصلا، بمثابة مدينة على نمط سنغافورة، باستثناء أنها مجردة من السلاح، ومرتبطة بالعالم الواسع عبر ممرين، بري وبحري، وهذان الممران يسمحان للغزيين بالتحرك بحرية نسبية من وإلى القطاع، وأن يقيموا علاقات تجارية واقتصادية مع دول أجنبية وأن يصطادوا في مياه شواطئهم، كل هذا دون أن يمروا بـ”إسرائيل”. ومع ذلك، فإن الأخيرة تراقب الحركة في الممرين كي تمنع تهريب الوسائل القتالية والمواد الخام التي تسمح بإنتاج السلاح.
ويضيف بن يشاي عن رؤية نتنياهو: “الإدارة المدنية في القطاع، بما في ذلك إنفاذ القانون، الخدمات العامة، جباية الضرائب وما شابه، يقوم به سكان محليون بإشراف مجلس أو منظمة يقامان بموافقة دولية، وهذا الجسم يستمد صلاحياته من قرار مجلس الأمن أو منظمة إقليمية معروفة بموافقة إسرائيلية”.
ويبدو أن نتنياهو معني بأن يكون في عضوية هذا الجسم مع الولايات المتحدة، والإمارات، ومصر، والأمم المتحدة وربما أيضا البحرين.. نظرا لأن هذه الدول والجهات توجد مصلحة لها في إعمار قطاع غزة، ولديها “جيوب عميقة” بما يكفي كي تمول الإعمار، وإرادة للإبقاء على تجريد القطاع من السلاح، كي لا تضيع الاستثمارات هباء، وفق الكاتب.
ويتطلع نتنياهو إلى أن تكون السعودية أيضا شريكا في هذا الجسم، لكن هذا لن يحصل إلا إذا تحققت الرؤيا الإقليمية لإدارة بايدن المشروطة بموافقة “إسرائيلية” لحل الدولتين.
ويرى بن يشاي أن الإمارات يفترض أن يكون يكون لها دور في المخطط المستقبلي، لتصبح جهة إقليمية مؤثرة تخلف قطر كمتنفذة في الساحة الفلسطينية، وذلك كي تثبت أن اتفاقات “أبراهام” تخدم المصلحة العربية والإسلامية بعامة.
لكن الكاتب رأى أنه من السابق لأوانه أن نرى في مخطط نتنياهو موضوعا يرى النور، ليس فقط لأن نهاية الحرب لا تزال غير واضحة، بل لأن الخطة تثير معارضة داخلية، وهذا ما يجعل نتنياهو “يبقي أوراقه قريبة من صدره ويحاول بوسائل تلاعبية أن يحرك الجهات ذات الصلة في المواجهة الغزية لاتخاذ خطوات تتطابق وخطته”.
ويفترض بن يشاي أن إقامة الرصيف العائم على شاطئ غزة هذه الأيام هو جزء من مبادرة أصيلة لرئيس الوزراء تخدم جيدا “استراتيجية سنغافورة” خاصته.
ويبدي نتنياهو الآن مؤشرات واضحة على أنه لن يعارض الرصيف الأمريكي الذي سيبدأ في غضون بضعة أسابيع بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات هائلة، ويمكن أن يستبدل في المستقبل ببناء دائم يبنى في شمال القطاع، بتمويل إماراتي وربما أيضا بحريني وسعودي، وفق التوقعات.