تتشارك وزارتا المال والصحة في التقصير حيال مرضى السرطان الذين يعاني بعضهم من خطر الموت بسبب عدم توفّر أدويتهم بأسعارٍ مدعومة.
بعد أن عملت لجنة المال والموازنة النيابيّة على تلبية طلب وزير الصحة فراس الأبيض رفع موازنة وزارته للعام ٢٠٢٤، ما سيتيح له تأمين أدوية السرطان بأسعارٍ مدعومة، كما وعد الوزير أثناء إطلالته في برنامج “صار الوقت” في كانون الثاني الماضي، لم يفِ الأبيض حتى الآن بوعده، وهو يتحدّث، منذ العام الماضي، عن آليّة يُحضّرها لتأمين الأدوية من دون أن تبصر هذه الآليّة النور حتى الآن.
ويبدو واضحاً أنّ الأبيض يعمل على كسب الوقت عبر وعودٍ يطلقها، إمّا عبر الإعلام أو لمراجعين من سياسيّين ومرضى، بينما يواجه كثيرون خطر الموت الذي سيتحمّل وزير الصحة مسؤوليّته إن حصل.
كذلك، تتهاون وزارة المال في تسديد الفواتير المستحقّة لصالح شركات الأدوية، ما يدفع الأخيرة الى الامتناع عن تسليمها، من دون أن تمارس وزارة الصحة الضغط المطلوب لإتمام ذلك.
ولكي يكتمل المشهد، لا بدّ من الحديث عن تقصير رئيس الحكومة في إيلاء هذا الملف الاهتمام اللازم، خصوصاً أنّه يُعنى بحياة كثيرين يشكون من عدم توفّر الأدوية. كما لا يمكننا الإغفال عن سعر الدواء المرتفع، مقارنةً بدولٍ كثيرة قريبة من لبنان، ما يطرح علامات استفهام حول الأرباح التي تحقّقها شركات الأدوية، كما على صمت وزراء الصحة المتعاقبين، وصولاً الى الأبيض، عن ذلك.
لذا، نتمنّى على لجنتَي المال والصحة النيابيّتين، انطلاقاً من تثميننا لحرصهما، أن تستدعيا وزيرَي المال والصحة لمساءلتهما، كما ندعو الجمعيّات المتخصّصة والمرضى الى تحرّكٍ مباشر وعنيف باتجاه وزير الصحة بهدف الضغط لإيجاد حلٍّ لهذه المسألة التي سيتابعها موقع mtv ولن يتأخر عن توجيه الاتهام بالقتل المتعمّد، وبالأسماء، الى كلّ مقصّر في إبقاء مرضى السرطان على قيد الحياة عبر توفير الأدوية لهم.
وللحديث تتمّة، قريباً جدّاً…