“ليبانون ديبايت”
كشف الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “أحد سفراء الخماسية قال له وبصراحة متناهية أنه وفي حال لم تتوقّف الحرب في غزة والجنوب, ليس هناك من رئيس للجمهورية في لبنان, والأمور صعبة ومعقّدة إذا لم تحصل هدنة, وعندها قد يتم تمرير الإستحقاق الرئاسي”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “في المقابل ثمّة جهود ومساعي للخماسية مستمرة دون توقّف, ولكن إلى ما بعد عطلة عيد الفطر, وبعدها يرى العريضي أن تحولات كبيرة قد تحصل, إما عقد مؤتمر لوزراء الخارجية الخماسية في الرياض أو لبنان, وإما التسوية الدولية الإقليمية ستكون بمثابة الدفع الخماسي لهذه اللجنة لينتخب الرئيس”.
وأضاف, “في المقابل لا يغربنّ عن بالي أحد, أن واشنطن والرياض وطهران سيكون لهم اليد الطولى في عملية الاستحقاق الرئاسي, حيث يساهم إنتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة في تحولات إقتصادية إيجابية على أبواب موسم السياحة والإصطياف, لأن هناك مؤسسات فندقية وسياحية تصرف موظفين, وقد يكون ذلك بفعل هذه الأزمة الحادة, التي تعانيها هذه القطاعات, والتي أصيبت بضربة موجعة”.
وتابع, “في حال لم تحصل عملية الإنتخاب والتوافق, فإن الدولة وما تبقّى منها, سيذهب ليس إلى قعر الوادي, بل ما هو أبعد من ذلك بكثير, لا سيّما أننا نمرّ في ظروف استثنائية وحرجة, حيث المؤسسات الرسمية تتآكل بشكل مخيف, وثمّة أجواء من داخلها تشي بأن الآتي أعظم”.
وفي السياق الرئاسي, أشار العريضي, بأن “قطر والأكثرية في لبنان, يرون أن هناك تحولات حول هذا الاستحقاق على صعيد لعبة الأسماء, وبمعنى أوضح أن السباق لا زال بين المرجعيات الأمنية الثلاث, قائد الجيش العماد جوزاف عون, ومدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري, الذي قد يكون بمثابة الحل, في حال بقي التيار الوطني الحر على موقفه الرافض لانتخاب مرشّح الثنائي الشيعي النائب السابق سليمان فرنجية, أو قائد الجيش, ناهيك إلى العميد جورج خوري”.
ولفت إلى أن “البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي, عاد وكشف للخماسية خلال اللقاء بهم, بأنه لا زال داعماً الأسماء نفسها, النائب نعمة فرام, والدكتور حبيب الزغبي وسواهم, ما يدل على أن الأمور ذاهبة إلى مرحلة التصفيات النهائية, ولكن المسألة ليس بالأسماء, بل ضمن التسوية الدولية الإقليمية التي ستأتي في لحظة معينة, قبل أن ينفجر لبنان سياسياً واقتصادياً أكثر مما هو ذلك بكثير”.
وعلى خط الجنوب وغزة, قال العريضي: “إسرائيل لا تستطيع هزيمة حزب الله, فلديها نقص في الذخيرة والسلاح, إضافة إلى أن الولايات المتحدّة الأميركية خفّفت من مساعدتها, دون أن ننسى ما تقوم به موسكو, ويقول: “خلي عينك على القيصر, الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, بعد فوزه الكاسح فهو من يدير اللعبة في المنطقة, وعلى مستوى العالم, بخلاف ما يقوله البعض”.
وقال: “الولايات المتحدة الأميركية هي دولة عظمى ولها دورها في لبنان والمنطقة وعالمياً, لكن هناك سياسة “غبية” حيال ما يحصل, ولهذه الغاية فموسكو تقوم بدور كبير في هذه المرحلة على صعيد لبنان والمنطقة, وتدور الزوايا, وها هي أوروبا تعاني, والعالم كلّه يعاني, فيما القيصر مرتاح على وضعه, ولذلك نحن أمام مرحلة جديدة”.
واعتبر أن “الحرب في الجنوب ستبقى مشتعلة, ولم نصل إلى يوم يفكر فيه البعض بأن حزب الله سيفصل مسار الجنوب عن غزة, فهناك التزام أخلاقي وسياسي وتحالفي مع حماس”.
وخلُص العريضي, بالقول: “حتى الآن لا زالت الأمور في الجنوب وفق قواعد الإشتباك, ولكن مسار الإغتيالات أمر مريب ومخيف, فإسرائيل دولة إجرامية بنت سياساتها وتاريخها على القتل, ولهذه الغاية توقّع أن تتفاعل عمليات الإغتيال بشكل مريب, فكلما شاهدت هدفاً تغتاله, وصولاً إلى أن الأمور أيضاً قد تتخطّى قواعد الإشتباك, أي يطال القصف مناطق خارج الجنوب, ولكن سننتظر ونترقّب مسار ما يجري في غزة, لأنه مرتبط مباشرة في الجنوب وفي كل الجبهات المفتوحة حتى الساعة في المنطقة”.