الراعي يرسم “خطًا أحمر”… تحرّك لن يجدي نفعًا
يستمر سفراء اللجنة الخماسية بحراكهم في محاولة لإيجاد حل للأزمة الرئاسية، وهم بدأوا جولاتهم أمس بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة الراعي، على أن يستكملوا لقاءاتهم على الأفرقاء اللبنانيين خلال الأيام المقبلة لمعرفة إلى ماذا ستتوصل هذه اللقاءات.
في هذا الإطار، يرى المحلّل والكاتب الصحافي غسان ريفي في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الحراك المستجدّ من قِبل سفراء الخماسية هو عبارة عن إثبات وجود للخماسية بأنها هي حاضرة ودورها لا يزال قائمًا بالرغم من العراقيل التي توضع في طريقها وفي طريق مبادرة تكتل “الإعتدال الوطني” التي تُحظى بدعم من اللجنة الخماسية ورئيس مجلس النواب نبيه بري”.
ويُشير إلى أن “هناك وجهيْن للقاءات التي قام بها سفراء الخماسية أمس، الوجه الأول كان إيجابيًا عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أكّد أنه ما يزال يتمسك بالدعوة إلى الحوار والتشاور، أما الوجه الثاني كان سلبيًا وترجم عبر كلام الراعي الذي نسف كل الجهود التي سبق وقامت بها الخماسية عندما رفض تكليف أعراف جديدة أي أن لا حوار قبل إتمام رئاسة الجمهورية وهو شدّد في الوقت نفسه أن تطبيق الدستور هو الأساس لإنجاز الإستحقاق الرئاسي”.
وفي هذا السياق، يؤكّد ريفي، أن “الحوار هو لرأب الصدع وللتوافق على قواسم مشتركة ولإنهاء الخلافات والإنقسامات بين الكتل النيابية كما أنه لو كانت الامور طبيعية لكان هناك إمكانية بأن لا ضرورة لأعراف جديدة في الملف الرئاسي ولكن اليوم في حال فتح مجلس النواب أبوابه في ظل الإنقسام الحاصل لن نتمكن من إنتخاب رئيس للجمهورية”.
ويوضح أن “لبنان محكوم بالتسويات وبالحوار وبالتالي لا يمكن اليوم إنتخاب رئيس للجمهورية من دون هذ الحوار ولا يمكن لأي كان أن يشترط الحوار، لذلك يجب التوافق على إجراء حوار لوضع النقاط الخلافية على الطاولة”.
وفي الختام، يقول المحلّل ريفي: “هناك من يرى بأن إنهيار البلد بشكل كامل وإعادة بنائه من جديد هو أقل كلفة من إعادة ترميمه، وللأسف الكثير يعمل من أجل هذه الصيغة، لذلك يجب أن ندرك بأنه سنكون أمام مخاطر كبرى في حال إنهيار البلد، لأنه لا نعلم من سيتولى إعادة بنائه فيما بعد أو من سيكون لديه النفوذ في هذا الأمر، وهذا ما قد يدخلنا في متاهة يكون من الصعب الخروج منها”.