“داع/ش” يعود إلى الساحة مجددًا

 “داع/ش” يعود إلى الساحة مجددًا

شهدت روسيا أسوأ هجوم إرهابي منذ عقود، بعد أن إقتحم مهاجمون مسلّحون مجمعًا شهيرًا للحفلات الموسيقية في العاصمة موسكو، حيث أعلن فيما بعد تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم، وهذا الأمر طرح عدة تساؤلات ومخاوف عن عودة داعش إلى الساحة مجددًا في أكثر من دولة.

في هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، في حديثٍ “ليبانون ديبايت”، أنه “في العودة إلى بدايات عام 2014 عندما تم إنشاء تنظيم “داعش” الذي بدأ عملياته في العراق وسوريا وسمي حينها بـ”الدولة الإسلامية” للعراق والشام، دخلت القوت الأميركية إلى العراق بعد أن تمكن تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من البلاد”.

ويوضح، أن “في ذلك الوقت حاولت القوات الأميركية المتواجدة في العراق أن تخفّف من الأرهاب الذي كانت تنفّذه “القاعدة” في بلاد الشام التي قامت بعدة عمليات ضد الأميركيين في المنطقة من خلال إستخدام المدن السنية في العراق ساحة قتال لها، وفي المقابل قامت الولايات المتحدة الأميركية بتجنيد قبائل معتدلة من القوى السنية لكي يكونوا أنصارًا لها ويساندونها في القضاء على التشدّد الذي كانت تمثله قاعدة الجولاني وبن لادن، وعندما ظهر تنظيم “داعش” فيما بعد تم ضم كل الإمكانات العسكرية التي كان يستخدمها تنظيم القاعدة في كل المناطق إلى التنظيم الجديد داعش”.

ويُِشير العميد ملاعب، إلى أنه “في شهر أيلول عام 2014 تم تشكيل التحالف الدولي ضد “داعش” لكن لم يستطع التحالف الدولي إنهاء تنظيم داعش، إلّا من بعد التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، حيث قاموا بعمليات ضد هذا التنظيم”.

ويلفت إلى أن “كل الدول التي كانت تحاول التخلص من التطرف الإسلامي الموجود لديها، قامت بإرسال هؤلاء المتطرفين عبر تركيا إلى سوريا والعراق، وعندما إنتهى هذا التنظيم بقي لديه نفوذ قوي في سوريا والعراق من خلال التواجد في المخيمات ولم يختفِ لكنه أصبح يقاتل كالسمكة في الصحراء”.

ويقول: “من بعد العودة إلى تاريخ تنظيم “داعش” لا بد من الإشارة إلى أن هذا التنظيم اليوم أصبح عبارة عن تنظيم مأجور أي هناك جهات تستخدمه لأهداف معينة، لذلك أنا أعتقد أن ما حصل في موسكو هو كان إتفاق لتحريك هؤلاء الجماعة من قِبل مخابرات دولية لأنه ليس سهلًا دخول جماعات مسلحة إلى موسكو لتنفيذ مخطط إرهابي، فهذه الأمور يلزمها تنظيمًا ليس على مستوى “داعش”، لذلك من الواضح أن هناك جهة داعمة لـ”داعش” كي يتمكن من تنفيذ العملية ومن ثم المغادرة”.

ويضيف ملاعب: “من الواضح أن هناك عملًا مخابراتيًا وراء هجوم موسكو بهدف توتير الأجواء أكثر مع أوكرانيا، ويمكن أن الجهة التي إفتعلت وحرّضت على القيام بهذا المخطط تسعى إلى تطور الأمور على الجبهة أكثر وإستدراج روسيا بإتجاه أوكرانيا، لكن في النهاية علينا إنتظار ما قد تتوصل إلى التحقيقات في هذه القضية”.

Exit mobile version