وثيقة بكركي المرتقبة… الش.ياطين تكمن في التفاصيل
ينتظر الجميع الوثيقة التي ستخرج من الصرح البطريركي الذي جمع القوى المسيحية الأسبوع الماضي للإتفاق على ورقة حول الثوابت الوطنية تكون منطلقا للخروج من الأزمات، والتي يعوّل أن تتحول من إطار المسيحي الضيّق إلى الإطار الوطني الشامل.
لكن ثمّة مخاوف من أن لا تستطيع الوثيقة التي شاركت في نقاشها قوى مسيحية فقط أن تأخذ بهواجس الشركاء في الوطن كما ستأخذ بهواجس المسيحيين، لا سيّما أن موضوعاً خلافياً طرحه المشاركون في النقاش ويتعلّق بسلاح المقاومة.
إلا أن مصادر متابعة لما تمّ نقاشه, أكّدت الحرص من بعض الأطراف على مقاربة موضوع السلاح من زاوية لا تستفز حزب الله بمعنى فرض إنتزاع سلاحه بل بما يمكن أن يوصل إلى استراتيجة دفاعية والتفاهم على هذه النقطة معه.
ولا تخفي المصادر, وجود خلافات عديدة حول ما تتضمّنه الوثيقة التي وضع خطوطها العريضة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بواسطة مجموعة من المستشارين، وهي وثيقة واعدة برأي المصادر ووطنية ويمكنها أن ترضي جميع الأطراف في لبنان.
وهي تبتغي كما توضح المصادر تشديد أواصر الوحدة الوطنية والإبتعاد عن الخلافات وعن المواضيع الحساسة لا سيّما ما يتعلّق بسلاح المقاومة، وبالتحديد الإشارة إلى ضرورة نزع هذا السلاح، فهذا الأمر لن تتطرّق إليه الوثيقة كما تؤكد المصادر لأن طلب كهذا سيؤسس لإشكال كبير بالبلد.
ولا تستبعد, وجود شياطين بالتفاصيل والتي يمكن أن تحول دون الوصول إلى النتائج المرجوة فيكون مصيرها كمصير العديد من المبادرات التي قامت بها بكركي والتي بقيت في الذاكرة فقط.
وتذكّر المصادر في هذا الإطار ما حصل بالمبادرة التي قام بها المطران أنطوان أبي نجم الذي عمل على بلورة أسماء لرئاسة الجمهورية والتي كان مصيرها في إدراج النسيان وسقطت بالضربة القاضية من القوى المختلفة.
وتعوّل المصادر على الأفرقاء بتلقّف هذه المبادرة لا سيّما في ظل الظروف الحالية منبّهة من ضرورة أن لا تحمل تأويلات من شأنها أن تطيح بها.