منذ ثلاثة أسابيع، طبع سلايمان، الرجل الستيني، والفريق الطبي في مستشفى Mass General (بوسطن) التاريخ، بعد تلقّيه 0كلية خنزير معدّلة وراثياً، ثم خروجه من المستشفى سالماً، بالرغم من كلّ المخاطر الصحية التي أحاطت بالعملية.
وعلّق الدكتور ليو رييلا، المدير الطبيّ لزراعة الكلى في مركز زراعة الأعضاء في مستشفى Mass General، بالقول “سوف نتعلّم الكثير من سلايمان. لقد كان شجاعاً للخضوع لإجراء كان فيه الكثير من الأشياء المجهولة “، وفق ما نشر موقع CNN.
لم يكن أمام سلايمان خيارات كثيرة، فقرّر أن يجازف ويخوض غمار هذه التجرية، وأن يكون أوّل شخص في العالم يتلقى كلية خنزيز معدلّة وراثياً لتناسب جسم الإنسان. وعليه، أصبح الأميركي سلايمان أول إنسان بكلية خنزير.
لكن عملية الزرع لم تكن بالبساطة التي يمكن أن يتصوّرها إنسان، فالدكتور رييلا يؤكّد أن “نجاح عملية الزرع هذه هو تتويج لجهود آلاف العلماء والأطباء طوال عقود عدة”.
استغرقت الجراحة نحو 4 ساعات. وبالرغم من أن جسم سلايمان رفض الكلية لفترة وجيزة، فقد تقبّل الكلية بعد ذلك، وهو بصحة جيدة. وتمثل هذه الجراحة تحولاً كبيراً في السعي لتوفير أعضاء للمرضى بسهولة أكبر.
وكتب سلايمان في بيان له “هذه اللحظة، التي أغادر فيها المستشفى اليوم وأنا بإحدى أفضل حالاتي الصحية منذ فترة طويلة، هي لحظة تمنيتُ أن تأتي منذ سنوات عديدة. الآن، أصبح الأمر حقيقة، وهي واحدة من أسعد لحظات حياتي”.
وشهدت عمليات زرع الأعضاء الحيوانية في أجسام البشر، وتُسمى الطعوم المغايرة، تقدّماً كبيراً في السنوات الأخيرة، إذ أجرى جراحون من مستشفى لانغون، في جامعة نيويورك، في أيلول 2021، أول عملية زرع كلية خنزير في جسم إنسان متوفٍ دماغياً في العالم.
وفي تشرين الثاني 2023 توفي لورانس فوسيت البالغ 58 عاماً، وهو المريض الثاني في العالم الذي تلقّى قلب خنزير معدلاً وراثياً في جسمه، بعد ستة أسابيع من إجراء العملية له.
تعتبر عملية الزرع غير المسبوقة بمثابة أمل لنحو 90 ألف مريض يخضعون لغسيل الكلى. وفي هذا الصدد، يعمل الفريق الطبي الذي أجرى الجراحة لسلايمان بشكل وثيق مع إدارة الغذاء والدواء الأميركية لتمهيد الطريق نحو التجارب السريرية.