كتب النائب جميل السيّد، في منشور على حسابه عبر منصّة “إكس”، اليوم الاثنين،”كنتُ آليت على نفسي عدم الدخول في سجالات مع أحد عن الماضي الشنيع للحرب الاهلية وخاصةً مع الطائفيين من كل نوع ودين، إلّا لمن يريد الاستمرار في ذلك الماضي وتكراره”.
وتابع، “ولكن، تبدّل رأيي أمس مع خطف المواطن الحزبي باسكال سليمان من جبيل وما سبقها في مقابلة لسمير جعجع منذ اسبوع مع الإعلامي وليد عبود حيث قال كلاماً خطيراً لا يمكن تجاوزه”.
واستكمل، “قال جعجع حرفيّاً: الوضع المسيحي عم يِجلَس، أقصُد بدأ يجلَس، بدليل الثقل الذي يتمتع به المسيحيون اليوم في البلد. ويمكنك أن تسأل من تريد، وحتى مراكز الدراسات العربية والأجنبية، حول الصراع في لبنان بين من ومن، سيجيبونك بأنه بين المسيحيين من جهة، والثنائي الشيعي من جهة أخرى. وهو ما يبيّن لك أين أصبح موقع المسيحيين، وبناء عليه، فإن وضع المسيحيين بألف خير لأنهم حلّوا محلّ السُنّة والدروز وباتوا هُم رأس الحربة في مواجهة الثنائي الشيعي!!”.
وأكد السيد، “سأترك للقارئ من أي طائفة كان أن يتعمّق في كلام جعجع هذا والى أين يقود،وسأعلّق عليه بالسياسة لعل جعجع يتذكّر ويستيقظ من الظلام السياسي والطائفي الذي هو فيه من جهة، ولأنني عدو الطائفية والطائفيين من جهة أخرى”.
وأشار في منشوره، الى أنه أولاً، “يجب أن يتذكّر جعجع أنّ بداياته في السياسة والعسكر كانت حرباً إلغائية ضد “العدوّ المسيحي” في الشرقية منذ 1967 إلى 1990 من طوني فرنجية وعائلته مروراً بكل مسيحي معارض للقوات من نمور الاحرار وايلي حبيقة ومطرانية سيدة النجاة في زحلة وداني شمعون وعائلته وغيرهم وصولاً إلى حرب السنتين الدموية مع العماد ميشال عون، وصولاً الى حربه السياسية اليوم مع التيار العوني، والله اعلم ان كانت ستتحول إلى دموية غداً إذا ما توفّرت له ظروف تقسيم البلد”.
واستكمل السيد، “ثانياً، يجب على جعجع ان يتذكر ايضاً ان بداياته الثانية في السياسة والحرب بين 1976 و1986 كانت أيضاً مع “العدو الفلسطيني والسني اللبناني والحركة الوطنية” حلفاء الفلسطينيين بقيادة الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، بدءًا من حروب القوات في الشمال وطرابلس إلى خطوط التماس في بيروت إلى صبرا وشاتيلا وإغتيالات متنقلة كان أبرزها إغتياله الزعيم السني رشيد كرامي فوق حالات”.
وأضاف، “ثالثاً، يجب على جعجع أن يتذكر أيضاً وأيضاً أن حروبه الثالثة كانت مع “العدو الدرزي” ووليد جنبلاط يوم شن عليهم الحرب التي لم يسبقه عليها أحد، في عقر الجبل وعاليه والشوف وشرق صيداً مستقوياً بالإجتياح الإسرائيلي عام 1982″.
واعتبر أنه، “رابعاً وأخيراً، يجب أن يتذكر جعجع أنه لم تكن له يوماً جبهة داخليه مع الشيعة خلال الحرب الأهلية إلا بعض خط تماس في الضاحية ورثوه من الفلسطيني، لأن جعجع في خلفية رأسه كان يعتبر الشيعة “محايدين” ورافضين للفلسطينيين وممارساتهم في الجنوب، ورافضين للإنضمام إلى الحركة الوطنية الموالية لهم”.
وسأل السيد، “لماذا تنقّل جعجع من العدو المسيحي إلى العدو السني ثم العدو الدرزي ليصل اليوم الى المفاخرة والمجاهرة بالعدوّ الشيعي؟!”.
واعتبر، انه “ببساطة، عندما عادى جعجع سابقاً الفلسطيني وحلفاءه السني والدرزي والمسيحي “الوطني”، كان هؤلاء كلهم في ذلك الزمن يحملون لواء العداء والمقاومة لإسرائيل”.
وأكد أنه “اليوم، وعندما انتقلت راية المقاومة إلى فريق شيعي في ظروف جنوبية مأساوية تخلت فيها الدولة عن واجباتها هناك، أصبح جعجع عدوّاً لهذا الشيعي المعادي لإسرائيل، مجاهراً اليوم اكثر بتلك العدائية في ظل الحرب الدائرة جنوباً التي تؤلم إسرائيل اكثر من اي وقت مضى”.
وقال: “وبإختصار، جعجع يعادي من يعادي إسرائيل وهو يلعب اليوم بنار الفتنة الطائفية من جديد”.
وأضاف السيد، “أمس، أمسكت قلبي بيدي عندما سمعت بخطف المواطن القوّاتي ” المسيحي” باسكال سليمان في جبيل”.
وتابع، “لم يرد في ذهني مطلقاً أن ذلك الخطف سياسي او حزبي، وسمعت بعض التلميحات القواتية التي أشارت إلى أن الخاطفين ربما من شيعة حزب الله في جبيل ،
وقلت ماذا لو صدف فعلاً ان الخاطف شيعي ولأسباب شخصية؟!”.
وسأل السيد، “إلى اين ستذهب الأمور حينذاك بين المسيحيين والشيعة في ظل تحريض جعجع العدائي الذي جاهر به مؤخراً في تلك المقابلة مع وليد عبود مؤخراً ؟!”.
ولفت، إلى أنه “صباحاً إطمأنيت أن الخاطفين سوريين وأنّ الأمن اللبناني وسوريا تلاحقهم، وتذكّرت أنّ جعجع كان من المساهمين في فلتان النزوح السوري إلى لبنان بين 2011 و 2015 لبنان دعماً لداعش ولإسقاط الأسد، فقلت لنفسي، عملياً جعجع شريك في هذا الخطف من حيث لا يدري”.
وختم السيد، “أعاد الله باسكال سالماً لعائلته واولاده والسؤال النصيحة، متى سيردع جعجع نفسه قبل أن يشعل ناراً تحرق البلد من جديد ولن يكون بمقدوره ولا غيره إطفاءها والنفاذ منها هذه المرّة؟!!”