هي حرب عقول وتكنولوجيا تخاض بين إسرائيل وحزب الله، في موازاة الحرب القتالية التي تستخدم فيها الأسلحة على أنواعها من الرصاصة إلى الصاروخ، وبعدما تمكن الحزب في السابق من إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية هجومية من طراز «هرمز 450» (زيك)، افرج أمس عن توثيق يظهر إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من طراز «هرمز 900»، وهي طائرة الاستطلاع الإسرائيلية الهجومية الأثقل.
فقد اعلن حزب الله ليل أمس عن إسقاط طائرة إسرائيلية متطورة جدا، ليصدر بيانا آخر يحدد فيه نوعية الطائرة قائلا «أنها من نوع هرمز 900».
ويوضح خبير عسكري لبناني لـ «الأنباء» اهمية هذه الطائرة بالقول «ان طائرة «هرمز 900» هي أحدث طائرة إسرائيلية مسيرة، وقد دخلت الخدمة رسميا في الجيش الإسرائيلي في العام 2017، لكنها استخدمت قبل ذلك التاريخ وللمرة الاولى في الحرب على قطاع غزة في العام 2014. وهي تستخدم بكثافة وفاعلية في الحرب المستمرة على قطاع غزة عقب عملية 7 اكتوبر».
وقال الخبير ان «إعلان حزب الله إسقاط هذا النوع من المسيرات شكل صدمة عند المستويات الإسرائيلية السياسية والعسكرية تم التعبير عنها في الصحف الإسرائيلية التي صدرت صباح أمس، كما انها شغلت اهتمام عدة جهات طرحت اسئلة حول التقنيات المستخدمة في عمليات إسقاط هذا النوع المتطور، ان كانت حربية تقليدية ام تكنولوجية ام انه تم المزج بين الامرين؟».
وتحدث الخبير عن المواصفات والخصائص التي تتمتع بها الطائرة «هرمز 900»، وقال ان «وزن الطائرة يبلغ 1180 كيلوغراما، وتبلغ حمولتها 350 كيلوغراما، اما قدرتها على التحليق فهو يمتد الى 36 ساعة متواصلة، مما يعني تمتعها بإمكانيات رصد وتعقب وجمع معلومات كبيرة جدا وعلى مدار الساعة، والاهم هو امكانية التحليق على ارتفاع 30 ألف قدم وهذا ما يقلق الإسرائيلي لجهة اذا كان حزب الله يمتلك قدرات تسليحية قادرة على استهداف واصابة طائرات على هذا الارتفاع، وتصل سرعتها إلى 220 كيلومترا في الساعة».
وأضاف الخبير انه «بإمكان الطائرة «هرمز 900» أن تحمل 4 صواريخ جو-أرض من طراز «إيه جي إم-114 هيلفاير»، أو صواريخ جو-جو من طراز «إيه آي إم-92 ستينغر» المستخدمة لاعتراض الطائرات والمسيرات. وللطائرة القدرة على حمل قنابل موجهة بالليزر من نوع «جي بي يو-12 فايفواي» أو قنابل «جدام» مماثلة تستخدم في استهداف المواقع وشن هجمات وتنفيذ اشتباكات واغتيالات وعمليات نوعية. وتبلغ تكلفة تصنيع المسيرة «هرمز 900» ما مجموعه 25 مليون دولار».
واشار الخبير إلى ان «إسقاط هذه الطائرة التي تعتبر من فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية، سيجعل الجانب الإسرائيلي يعيد ترتيب حساباته في اي حرب مقبلة على الجبهة اللبنانية، لأن إسقاط الحزب للطائرة في هذا التوقيت وقبل الرد الايراني المحتمل والمرتقب على قصف إسرائيل للقنصلية الايرانية في دمشق، يحمل اشارات تحذيرية واضحة من مفاجآت تسليحية يمتلكها الحزب».
داود رمال – الانباء