يواجه الكيان الإسرائيلي معضلة “احتواء” الرد الإيراني، أو شنّ هجوم آخر ضدّ إيران والمجازفة بالتصعيد، وذلك بعد أن تعرّض، وللمرة الأولى، لهجوم مباشر من طهران ضدّ جبهته الداخلية، بحسب ما أكده موقع “والاه” الإسرائيلي.
ورأى الموقع أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، “تمكّن من وضع الحكومة الإسرائيلية أمام معضلة وعارض الرد العسكري الإسرائيلي ضدّ إيران”.
وفي مقال للصحافي الإسرائيلي أمير بوحبوط، رجّح الموقع، أن ينتهي أي تصادم مقبل مع إيران “بسرب من المسيّرات والصواريخ الباليستية”، كتلك التي استهدفت الأراضي المحتلة، ليل السبت – الأحد، إذ “تمّ اختراق السدّ وانهياره”.
وأضاف الموقع أنّ “الجيش الإسرائيلي غير مستعجل” على شنّ هجوم ضدّ إيران، على الرغم من أنّ هذا الأمر “يضرّ بقدرة الردع الإسرائيلية”.
كما أشار موقع “والاه” إلى إعلان طهران أنّ “الحادث انتهى”، متوعدةً بتنفيذ عملية مضاعفة، في حال قيام اسرائيل باعتداء آخر. ولفت الموقع إلى أنّ الخيار الأول يقوم على استهداف “إسرائيل” كبار المسؤولين أو القواعد في إيران، والذي “يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع”.
ونتيجةً لذلك، “سيُطلب من كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي تقييم ردود إيران المحتملة، كما سيتعيّن عليهم تلقي سلسلة من التوصيات، حول ما إذا كان سيتم استهداف القواعد أو بعض الأفراد”، بحسب ما أضاف الموقع.
وفي السياق نفسه، أضاف الموقع أنّ المسؤولين الإسرائيليين، بحسب الخيار الثاني، سيُضطرون إلى التفكير بتنفيذ “عملية محدودة يتخلّلها ضرب هدف رمزي”.
أما الخيار الثالث الذي أورده الموقع، فيقضي بـ”ألا تتسرّع إسرائيل بالهجوم، آخذةً في الاعتبار أنّ إيران أرادت ضرب القواعد الجوية وضرب تفوق الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط”.
وبحسب ما نقل “والاه” عن مصادر أمنية، فإنّ النقاش الرئيس الذي سيجريه كل من رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أهارون حاليفا، مع المستوى السياسي سيتمحور حول سؤالين: هل يتم الهجوم وفقاً لنتائج الرد الإيراني؟ أم نية مهاجمة قواعد سلاح الجو الإسرائيلي في الكيان؟
إضافةً إلى ذلك، ذكر الموقع أنّ مسؤولين أمنيين قدّروا أنّ “كابينت الحرب” ورؤساء المؤسسة الأمنية “سيوصون بالتنسيق الوثيق مع الأميركيين كشرط للهجوم، وسيقرّرون الرد الذي لن يؤدي إلى حرب مستمرة في المنطقة”.
“نقطة الحضيض للحكومة”
وفي مقال آخر كتبه الصحافي بن كسبيت في “والاه” أيضاً، أكد أنّ “إسرائيل تعرّضت لإهانة علنية ثقيلة وغير مسبوقة”، حيث شهد ليل السبت – الأحد “نقطة الحضيض للحكومة”.
وأضاف كسبيت أنّ “الردع الإسرائيلي الذي منع إيران من مهاجمتنا مباشرةً انهار، كما انهارت جهود الردع الدولية المشتركة في الأيام الأخيرة”، مشدداً على أنّ الإيرانيين “غير خائفين”.
وتابع: “الردع الإسرائيلي الذي تحطّم في غزة ولبنان، تحطّم في طهران أيضاً”.
كذلك، أكد أنّ “سياسة الحصار الإيراني قد انتهت”، معتبراً أنّ “عهد المعركة بين الحروب قد ولّى، حيث كانت إسرائيل، بحسب منشورات أجنبية، تهاجم فيها أهدافاً إيرانيةً من دون أن تردّ طهران مباشرةً عليها”.
من جهته، قال القائد السابق لتشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي والعميد في الاحتياط، تسفيكا حايموفيتش، إنّ “الحدث لا يزال مفتوحاً، ومن السابق لأوانه إقفاله والتحدّث عنه بصيغة الماضي”، محذّراً من الاستخفاف بإيران، واصفاً إياهها بـ”العدو الداهية”، بحسب ما نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
بدورها، أكدت مراسلة شؤون عسكرية في صحيفة “إسرائيل هيوم”، ليلاخ شوفال، وجوب “أخذ التهديدات الإيرانية بجدية”، مشيرةً إلى أنّ “الحديث في إسرائيل يدور حول تغيير للمعادلة”.
وفي هذا الإطار، لفتت شوفال إلى أنّ “إسرائيل هاجمت لسنوات أهدافاً وشخصيات وعلماء من إيران، في الظلال والكواليس”، أما الآن، فسيتعيّن عليها أن تفكّر “ما إذا كان من الجدير القيام بذلك، بعد أن كانت تعتقد أنّها تستطيع أن تفعل ذلك من دون أن تردّ إيران عليها”.
وأمام ذلك، خلصت شوفال إلى أنّ الرد الإيراني “أنجز ردعاً مقابل إسرائيل، حيث ستفكّر مرتين فيما ستفعل”.
وفي حديث إلى “القناة 12” الإسرائيلية، أكدت المراسلة العسكرية أنّ إيران “أثبتت جرأةً وقدرةً ناريةً وعملانية”، حيث أطلقت عشرات المسيّرات والصواريخ على “إسرائيل”، على الرغم من أنّ الرئيس الأميركي توجّه إليها قائلاً “لا تفعلي” بوضوح، وأكد الوقوف إلى جانب “إسرائيل”.
أما “القناة 14″ فوصفت الرد الإيراني بـ”الأقسى من ناحية الأهمية والسياق، منذ قيام إسرائيل”.