وسط التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، يترقب العالم أجمع كيفية الرد الإسرائيلي المحتمل بعد الهجمات الإيرانية بالمسيّرات والصواريخ على إسرائيل، السبت الماضي. رغم ذلك، يتّفق الحلفاء على ثني إسرائيل عن عدم الرد. فقد أفاد أحد الدبلوماسيين البارزين في الاتحاد الأوروبي، أن الأخير متحد “في الدعوة إلى ضبط النفس بالنسبة للطرفين”. وأضاف أن أميركا وأوروبا تحثّان إسرائيل وإيران على الحفاظ على هدوئهما وتجنب التصعيد، خوفا من سيناريوهات تتراوح بين حرب أخرى في لبنان، وحصار الشحن في أكثر طرق النفط والتجارة ازدحاما في العالم إلى حرب شاملة مواجهة كارثية بين القوتين الإقليميتين، وفقا لموقع “بوليتيكو”. كما تابع أن الاجتماع الاستثنائي عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم سيرسل إشارة إلى الاتفاق في الدعوة إلى ضبط النفس. ولفت إلى أنه من المتوقع أن تحث القمة المقررة مسبقا لزعماء الاتحاد الأوروبي يومي الأربعاء والخميس، جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن أي عمل قد يزيد التوترات في المنطقة، وفقا لمسودة الاستنتاجات الجديدة التي اطلعت عليها “Playbook”. كذلك أشار مع دبلوماسيين آخرين إلى احتمال أن يلجأ الاتحاد الأوروبي أيضا إلى التكتيك الغربي العريق المتمثل في التعهد بفرض عقوبات أقوى ضد إيران. وكشف أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يضعون على جدول أعمالهم اليوم نقاش فرض المزيد من العقوبات في اجتماعهم، موضحاً أنه في حال الاتفاق فقد يتم فرضها في أقرب وقت هذا الأسبوع. أما الخطة، فاقترحت عدة دول توسيع نظام العقوبات الحالي للاتحاد الأوروبي ضد إيران، والذي يستهدف حاليا إنتاجها من الطائرات بدون طيار لروسيا. وتهدف إلى تضمين إنتاج إيران للصواريخ وكذلك فرض عقوبات على إنتاجها في الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من أن هذه العقوبات قد لا يبدو أنها أضرت بشدة بتجارة الطائرات بدون طيار، حيث لا تزال روسيا تستخدم طائرات “شاهد” الانتحارية الإيرانية بدون طيار في هجومها على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بل يقال إنها تعمل على تحديث تصميم تلك الطائرة. وقال الدبلوماسي إن خطة العمل الشاملة المشتركة تتضن الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه دونالد ترمب ولكن الاتحاد الأوروبي أراد إبقاءه على قيد الحياة، كذلك التركيز على لبنان، خصوصا أن زعماء الاتحاد الأوروبي يشعرون بالقلق بشكل خاص بشأن هذا الملف ويدرسون مخاطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. أيضا ستناقش الخطة المخاطر على القوات الأجنبية على الأرض، حيث تمتلك العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيرلندا وبولندا، قوات في لبنان كجزء من مهمة حفظ السلام التابعة لليونفيل، وتخشى من حرب أخرى يمكن أن تزيد من زعزعة استقرار البلد الصغير. كذلك اللاجئون، خصوصا أن لبنان يستضيف 1.5 مليون سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة لاجئين أخرى للاتحاد الأوروبي. يشار إلى أن عددا من المراقبين كانوا رجحوا أن تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية في الداخل الإيراني بشكل محدود، فضلا عن إمكانية شن هجمات سيبرانية، بالإضافة إلى ضرب الجماعات المدعومة إيرانياً في عدد من البلدان العربية، بينها العراق وسوريا ولبنان، وذلك بعد الرد الإيراني الذي وقع السبت الماضي، بطائرات وصواريخ على قلب إسرائيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، أمس الاثنين، أن بلاده سترد على إيران لكن بحكمة، وأن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته تل أبيب. ودعا المجتمع الدولي إلى “البقاء موحدا” في مواجهة “العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي”، وفق تعبيره. فيما حثت الولايات المتحدة التي أكدت سابقا وقوفها إلى جانب حليفتها إسرائيل على التهدئة وضبط النفس، كذلك فعلت العديد من الدول الغربية والعربية. كما أبلغت واشنطن تل أبيب أنها لن تشارك في ضرباتها ضد طهران أو وكلائها، علماً أنها شاركت بقوة قبل أيام في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي أطلقت باتجاه الداخل الإسرائيلي.