مع إعلان الأونروا عن خطة إيواء للاجئين الفلسطينيين وتحدد 11 مركز إيواء لهم في حال إندلاع أعمال حربية على نطاق واسع بين لبنان وإسرائيل، بدأت المخاوف الجدية من إندلاع حرب واسعة قد تبادر إليها إسرائيل في حال نجح الإجتياح البري لرفح.
وفي هذا الإطار, يوضح مسؤول العلاقات العامة في حركة حماس في لبنان محمود طه في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أن “الأونروا وضعت خطة إيواء في حال وقعت حرب على لبنان من الإسرائيليين، في كافة المناطق في صور وصيدا والشمال، وحددوا الأمكنة لانتقال اللاجئين إليها في حال وقوع أي حدث عدواني إلى أمكنة أكثر أماناً رغم أنه في المفهوم العام لا يوجد مكان آمن في القاموس الإسرائيلي
ويؤكد أن “الخوف كبير من استهداف المخيمات في حال اندلاع حرب مع لبنان، لأن المخيمات ليست بمنأى عن العدوان لا سيّما أن الفصائل الفسلطينية شاركت في بعض العمليات في الجنوب، لذلك فإن استهداف المخيمات أمر وارد جداً، خاصة أن الإسرائيلي يهدّد من فترة لأخرى وقام باغتيال بعض الشخصيات الفلسطينية في الضاحية وصور واغتيال شخصيات من حماس”.
ومن هذا المنطلق يعتبر طه أن “المخيمات غير آمنة إذا حصلت حرب واسعة، عكس من الـ2006 حيث حيّد العدو الإسرائيلي المخيمات وكانت ملاذاً للنازحين من الجنوب حيث استقبلهم اللاجئون وأمّنوا لهم الإقامة حتى انتهت الحرب، لكن اليوم الأمر مختلف لأن العدوان لن يحيّد المخيمات بسبب الفصائل المحسوبة على المقاومة”.
أما عن أسباب المخاوف؟ فلا يرى أنها تتعلّق بالرد الإيراني على ضرب قنصلية إيران في دمشق أو الرد الإسرائيلي على الرد الإيراني، فهذه القضية تتعلّق بالحرب التي بدأت مع طوفان الأقصى ودخلت المقاومة في لبنان بصراع مع العدو على خلفية العدوان، ومنذ ذلك الوقت بدأ الخوف من حرب واسعة على لبنان، وهو احتمال ما زال بعيداً في ظل استمرار العدوان على غزة بحيث لا يمكن للإسرائيلي فتح جبهتين واسعتين.
أما عن احتمال إقتحام رفح؟ فيشير إلى “معلومات أميركية تشي بتجميد الهجوم على رفح وأن الإسرائيلي اليوم يريد التفرّغ للرد على إيران، في ظل التهديدات المتبادلة لا سيّما أن إيران توجه تهديدات كبيرة في حال وقوع هجوم عليها”.
ويستدرك بأن العدو الإسرائيلي والجانب الأميركي لا أمان له, فقد يقوم بهجوم مباغت لا سيّما انه عدو غدّار.
وفي ظل الردود المتبادلة بين إيران وإسرائيل, هل يمكن أن يفضي ذلك إلى تسوية شاملة أم أن الأمور ذاهبة باتجاه حرب إقليمية؟ يذكّر طه, أن “الرد الإيراني كان رداً مشروعاً وطبيعي لما تعرّضت له قنصلية إيران، فمن بدأ بالإعتداء هو العدو الإسرائيلي ومن حق إيران الرد حتى وفق القوانين الدولية”.
أما في موضوع توسيع الحرب؟ ففي رأيه أنه “ليس من مصحة إيران أو العدو الإسرائيلي ولا أميركا أن تتوسّع وأن تحصل حرب في المنطقة لأن لا أحد من هذه الأطراف سيستفيد منها”.
وبخصوص تسريع التسوية فلا يظن ذلك لا سيّما أن أي تسوية يجب أن تأخذ شروط المقاومة في الحسبان لا سيّما موضوع وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات وبعدها الذهاب إلى مفاوضات لتبادل الأسرى وهذا الأمر ترفضه إسرائيل ومن خلفه الأميركي وهناك تعنت يؤكد أن العدو لا يريد الحل ووقف العدوان ولا يريدون إلا الإفراج عن الأسرى فقط وهذا لا يناسب المقاومة أو أهالي غزة.