لطالما صُنف لبنان بأنه أحد أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، فهو يتمتع بخليط فريد من نوعه من حيث الطقس والمعالم الأثرية ضمن مساحة صغيرة تجعل منه مكاناً مميزاً للسياحة والعطلات ولاستكشاف الطبيعة.
ومع حلول فصل الربيع واستقرار الطقس في لبنان وقبل حلول موسم الصيف والبحر إليكم مجموعة من المناطق المميزة التي تستحق زيارتها خلال عطلة نهاية الأسبوع للتخفيف من الضغط النفسي الذي يعشيه اللبناني في ظل الأوضاع المتوترة جنوبا والتصعيد الخطر في المنطقة والأوضاع المالية الصعبة، فبالتأكيد سحر الطبيعة اللبنانية سيكون المُتنفس لنسيان كل هذه الضغوط، ولو لبعض الوقت.
المختارة
تقع بلدة المختارة في قضاء الشوف وتبعد نحو 55 كلم عن بيروت، أهم ما يميزها مناطقها الخضراء المليئة بالينابيع التي شكلت بعض الحدائق المعلقة مثل تلك الموجودة في نبع مرشد الذي يجذب الزوار لكونه موقعا فريدا بشكله الطبيعي وهو من أحد روائع الطبيعة.
كما أن نبع مرشد يغذي أحد روافد نهر الباروك الذي يمر أسفل المختارة وقد تجد عليه عدة جسور قديمة ولا سيما جسر بركة العروس الذي تم بناؤه عام 1507 (من عهد المماليك) وهو من أقدم الجسور التي ما زالت قائمة في جبل لبنان.
درب النهر
كما يمكنكم زيارة درب النهر في بلدة الجاهلية الشوفية أيضا حيث ستستمتعون بشلالاتها الرائعة. وتشكل المياه فيها كهفا طبيعيا بتصاميم وأشكال رائعة، ولمحبي رياضة المشي و”الهايكينغ” سيكون هذا المكان رائعا لكم.
جبل الأربعين ـ الضنية
يقع هذا الجبل على ارتفاع نحو 2000 متر فوق مستوى سطح البحر. في هذا الموقع يمكنكم التوجه إلى منتجع أعالي جبال الاربعين الذي يوفر عدداً من النشاطات التي تسمح بتأمل المشهد الطبيعي الفريد للمنطقة من أبرز معالمه الجسر المعلّق الذي يصل طوله إلى 20 متراً بارتفاع 300 مترا وهو مكوّن من الزجاج الشفاف ومزود بمنصة لقفز المظلات.
كما يمكنكم تجربة أعلى مرجوحة في لبنان والشرق الاوسط وهي ترتفع حوالى 100 متر بالإضافة إلى “الكف المعلّق”.
قصر الأحلام
بالإضافة إلى جبل الأربعين يمكنكم زيارة “قصر الأحلام” في بلدة بخعون ـ الضنية.
يعتبر هذا القصر تحفة فنية مميزة ومثالاً فريداً من القصور المرصعة في لبنان، فلكل حجر فيه قصة، وتم اختياره بعناية ليكمل المشهد العام للمبنى. ينتشر في أنحاء القصر عدد كبير من التماثيل والمجسمات، ويكتشف الزائر أماكن ومواقع من حضارات مختلفة.
غابة العذر.. جنة منسية
شمالا أيضا يُمكنكم زيارة غابة العذر المتفردة بجمالها في لبنان والمنطقة، فهي تقع على كتف جبال عكار في منطقة فنيدق وتمتد على مساحة كيلومتر مربع، وتعلو عن سطح البحر 1500 متر، ويقبع فوقها سهل القموعة مقصد السياح.
والعذر هو أضخم أنواع شجر السنديان، ويصل طوله إلى ثلاثين مترا، ورغم أن الاسم عربي فإنه يعني بالآرامية “العمود الرئيسي”، وذلك نسبة لضخامة جذع الشجرة الذي تعمر آلاف السنين.
بحيرة عيون السمك
منطقة بحيرة عيون السمك كانت تُعرف سابقاً بمنطقة البحيرات السبع، قبل إنشاء السدّ فيها عام 1956، والذي توجد عليه محطّة لتوليد الطاقة الكهرومائية، كما يحجز خلفه بحيرة بمساحة تقارب الـ 140 ألف متر مربع.
تبعد عيون السمك نحو 120 كيلومترًا عن بيروت، وتقع على ارتفاع حوالى 220 مترًا عن سطح البحر، في نقطة التقاء 3 أقضية هي عكار والمنية والضنيّة، وضمن بلدتي بطرماز وعزقي جغرافيًا، ولكنّها تتبع إدارياً لبلدة سفينة القيطع في عكار.
تنورين
في بلدة تنورين عدد كبير من الدروب المخصصة لهواة رياضة الهايكينغ، ومن بينها دروب المحابس، والمطاحن، والوادي، والجرد، إضافة إلى أخرى كبعلبك وسكة الشام. وتشكل بتنوعها خيارات مختلفة لهواة هذه الرياضة.
ويعدّ درب الجبل الأشهر في تنورين، ويصل طوله إلى نحو 12 كيلومتراً، يمر قرب شلالات بالوع بلعا التي يبلغ ارتفاعها 255 متراً. ومن الثروات المائية الموجودة في تنورين “عين الراحة”، وهي نبع مياه لا ينضب طيلة أيام السنة.
أما هواة التسلق فيمكنهم أن يتوجهوا إلى تنورين التحتا حيث يقع جبل الفرس، وفيه محبسة مار يعقوب، المحفورة داخل الجبل، ويتم تسلقه بالحبال.
عميق
من الشمال إلى البقاع، حيث زيارة عميق في البقاع الغربي امر اساسي.
تضم هذه المنطقة مستنقعات ذات أهمية إيكولوجية وبيئية كبيرة، حيث يحلو السير وممارسة “الهايكينغ” في ممراتها التي تصطف الأشجار عند جانبيها. وهذا الموقع هو ايضا محطّة استراحة للطيور المهاجرة من أوروبا وإفريقيا. كما يمكن إيجاد أنواع عديدة من الحيوانات.
وكان تم إعلان الموقع من قبل اليونسكو كمحميّة طبيعية تتبع لمحميّة أرز الشوف وذلك بهدف حماية الحيوانات والنباتات النادرة الذي يأويها.
كفريا
تشتهر كفريا بكونها تحتضن أشهر مصانع النبيذ في لبنان. تنتشر في المنطقة كروم العنب على امتداد أكثر من 300 هكتار وهي تضفي على المنطقة مشاهد طبيعية ساحرة.
يمكنكم زيارة المصنع واستكشاف كل أقسامه بما فيها المعرض والمطعم والأقبية، بالإضافة إلى المشاركة في النشاطات المتوافرة والتي تسمح بالتعرّف إلى المنطقة من خلال جولة في “القطار” لمشاهدة الكروم وأجمل معالم المنطقة.
عين زبدة
تتميّز بلدة عين زبدة الرابضة عند سفح جبل الباروك بمناظرها الطبيعية المذهلة ومعالمها التراثية الفريدة. أنشئ في البلدة مسار للمشي يربطها ببلدة مرستي الواقعة في الشوف الأعلى، يستغرق هذا المسار مدّة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات، تتخلّله أجمل المشاهد الفريدة للمنطقة.
العاقورة
من البقاع إلى جبل لبنان، لا بد من زيارة بلدة العاقورة في قضاء جبيل. وهي تضم العديد من المواقع الطبيعية والدينية والأثرية التي يمكن زيارتها. ويمكنكم عيش تجربة الدخول الى واحدة من أجمل مغاور لبنان وهي “مغارة الرويس” برفقة مرشد خاصّ.
إضافة إلى مزار “سيدة الحبس” الذي يمكن الوصول اليه، عقب صعود نحو 700 درجة بين الجبال لعيش تجربة ولا أروع. أيضاً يمكنكم التوجه الى أعلى القرية وتحديداً الى سيدة القرن، حيث تشاهدون البحيرات الاصطناعية التي لا مثيل لروعتها.
شوان – نهر ابراهيم
يُعرف هذا المكن بإسم “جنة شوان” لأنه فعلاً يشبه الجنة. فبين غطائه الأخضر يوجد عدد من الشلالات التي تصبّ في نهره المميز. مع الإشارة إلى ان الوصول اليه لا يمكن بالسيارة بل تحتاج الى السير لفترة معينة وبالتالي هو مكان مناسب جدا لممارسة رياضة المشي والتخييم.
بحيرات كفرسلوان قرنايل وفالوغا
تقع هذه البحيرات في قضاء بعبدا وتبعد نحو 30 كلم عن بيروت.
تشتهر بلدات كفرسلوان قرنايل وفالوغا بمياهها العذبة وبحيراتها وجمال طبيعتها. وتعتبر هذه المناطق من مناطق الاصطياف بسبب مناخها الجميل وطبيعتها الخلابة، لذلك نجد فيها الكثير من الفنادق والمطاعم لاستقبال الزوار الذين يقصدونها بكثرة خلال فصل الصيف خصوصا،كما يقصدها البعض في فصل الربيع لممارسة رياضة المشي بين جبالها او القيام برحلات تخييم.
طبعا هذا جزء بسيط من أماكن لبنانية رائعة يُمكن استكشافها في فصل الربيع ولا يزال هناك العديد من الأماكن التي يجب التعرّف إليها. هذا من دون ان ننسى جنوب لبنان الذي يحتوي على مواقع خلابة سنُسلّط الضوء عليها فور عودة الهدوء إلى ربوعه.
وأخيرا لا بد من التذكير ببعض النصائح المهمة لتفادي أي حوادث كارثية خلال القيام برحلات إلى هذه الأماكن، فيجب على سبيل المثال عدم القيام بأنشطة على المسالك المحاذية للأنهر وخاصة تلك التي تتضمن عبور النهر، وعدم المغامرة بزيارة الشلالات وخاصة تلك التي يتطلب الوصول اليها تغيرا حاداً في مسار العبور قرب النهر ، وعدم زيارة ضفاف النهر لوحدكم أو برفقة أطفال، لان اي سهو قد يتحوّل الى كارثة لا تُحمد عقباها.