الفرصة الاخيرة.. “سنة قبل اللا رئيس

لا توحي المفاوضات الحاصلة بين اسرائيل وحركة حماس بقرب التوصل الى اتفاق، او حتى تفعيل التفاوض، اذ ان التواصل معلق بين الطرفين منذ عدة ايام وليس هناك حاجة فعلية للعودة اليه، خصوصا ان اسرائيل باتت بعيدة عن الاشتباك المباشر على جبهة غزة بعد انسحاب الغالبية العظمى من قواتها العسكرية واكتفائها بالقصف من الجو، وبسبب رغبة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالدخول الى رفح للتلويح بإنجاز عسكري امام الرأي العام.
 


كما ان حماس التي تقول قباداتها إنها حافظت على قدرة جيدة من امكانياتها، وعلى بنية عسكرية حقيقية بمعزل عما حصل في القطاع من قتل وتدمير، ترى انها غير مستعجلة لعقد اتفاق. فما حصل في القطاع قد حصل واسرائيل تتعرض لضغوط ديبلوماسية وسياسية وعسكرية واقتصادية، وهذا ما سيحسن شروطها التفاوضية مهما طال الانتظار، وعليه فإن استمرار الحرب،وان بشكلها الحالي، سيعني ان اي تسوية داخلية لبنانية لن تكون ممكنة.
 

في الاصل، هناك الكثير من التعقيدات اللبنانية المرتبطة بالملف الرئاسي مثلا، وهذه التعقيدات لا يمكن حلها الا من خلال تبدّل سريع في التحالفات والمواقف السياسية التي يجب أن تواكب التطورات الاقليمية والقرار الدولي بالحل، اذ ان التوازنات السلبية الحالية داخل المجلس النيابي تجعل من انتخاب رئيس جديد امرا صعبا للغاية حتى لو بدأ مسار الحل في مختلف الدول المعنية بالصراع.

لكن الوقت بدأ ينتهي في لبنان، اذ ان سنتين فقط تفصلنا عن الانتخابات النيابية الجديدة، ما يعني ان الحملات الانتخابية قد تبدأ بعد عام واحد، وعليه فإن عدم حصول انتخابات رئاسية خلال عام يعني أن أيا من القوى السياسية لن يكون راغبا بأن ينتخب المجلس النيابي الحالي الرئيس المقبل الذي يجب عليه ان يتعايش مع المجلس الجديد والتوازنات الجديدة، خصوصا ان “حزب الله” يجد نفسه قادرا على تحسين واقعه وواقع حلفائه النيابي وكذلك “القوات اللبنانية”.

كل تلك المؤشرات قد تؤجل البت بالانتخابات الرئاسية سنوات الى الامام، ولن يكون ممكنا التوافق على اسم رئيس جديد الا في حال شعرت بعض القوى الاساسية انها اكثر قدرة على الحصول على مكاسب سياسية ضمن التوازنات الحالية مثل “التيار الوطني الحر”، الذي من المؤكد ان كتلته النيابية لن تعود الى ما هي عليه اليوم بسبب خلافه مع “حزب الله” و”قوى الثامن من اذار”، وهذا سيدفعه الى عقد تسوية تحصنه في السنوات المقبلة.

في الاشهر القليلة المقبلة سيكون صعبا على المتابعين معرفة ما اذا كان لبنان سيكون مقبلا نحو التسوية او الإنفجار، اذ ان تحسين الشروط التفاوضية يتطلب تصعيدا سياسيا واعلاميا وهذا قد يحصل في حال انتهت الحرب في الجنوب. اما في حال لم تنته الحرب، فإن اصل حصول انتخابات نيابية في وقتها سيكون محل نقاش بين الجميع، ف”الثنائي الشيعي” لن يقبل اي انتخابات من دون جنوب لبنان كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريحاته الاخيرة عن الانتخابات البلدية. 

Exit mobile version