تحذيرات في دول الجوار من انتشار الذباب الصحراوي.. هل يصل الى لبنان
تعود الرياح الخمسينية إلى لبنان بغبارها وحرارتها المرتفعة، لكن هذه المرة تكثر التساؤلات حول اصطحابها للذباب الصحراوي، الذي وصل الى دول الجوار، وسط ما نشهده من تبدّل في المناخ. ووفقاً لمصلحة الارصاد الجوية يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسّط بكتل هوائية حارة مع رياح مغبرة مصدرها مصر، فهل يصل معها هذا البعوض؟
“الصحراوي” في لبنان منذ 10 سنوات!
لن تكون المرّة الأولى التي يصل فيها الذباب الصحراوي الى لبنان، فقبل سنوات عدة وصل هذا “العاقص” الى بلد الأرز بأعداد محدودة، وفقاً لرئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي الدكتور ضومط كامل.
ويوضح كامل في حديثه لـ “لبنان24” أن “هذه الذبابة، التي تعتبر شبيهة بذباب الشرق المتوسط الموجود بكثافة لدينا، موجودة في لبنان منذ 10 سنوات لكن انتشارها في الشرق المتوسط كان محدوداً بأعداد قليلة جداً”، لافتاً الى أنها “تتكاثر في أماكن تواجد الأوساخ والصرف الصحي.” ويشير الى وجود أكثر من 30 نوع ذباب في لبنان، وهي بنفس خطورة “الصحراوي” خاصة ذباب الشرق المتوسط، منبّهاً من أن “الحشرات الاستوائية وصلت اعتباراً من الـ2010 الى لبنان، وبكل تأكيد تكاثرت وأثّرت بشكل كبير وخطير على الانتاج الزراعي المحلّي”.
وعن أضرار هذه الذبابات، يلفت كامل الى أنها “أثّرت على الزراعة والمنتوجات الزراعية بشكل خطير جداً”، معتبراً أننا “لا نعالج المشكلة إنما نعالج النتيجة أي الاكثار من رش الخضار والفاكهة. ولكن هناك أساليب أخرى يجب اعتمادها لمواجهة الذباب كاللجوء الى الأطعمة الخاصّة بها والتي تجذبها وتمكّن من القضاء عليها.
الذباب الصحراوي.. خطر على الإنسان وأمنه الغذائي
من السودان الى مصر وصولاً الى لبنان، ساهمت التيارات المناخية في انتشار الذباب الصحراوي.. فما هي أضراره؟
هذا الذباب الذي يسبب إزعاجًا شديدًا للإنسان بلدغاته المؤلمة، يمكن أن ينقل بعض الأمراض مثل الجمرة الخبيثة والتهاب الدماغ الفيروسي، فهو يتغذّى على القمامة ومختلف أنواع المخلفات.
الأضرار لا تتوقف عند الانسان والمحاصيل الزراعية، بل يُؤثر على الإنتاج الحيواني أيضاً فـ”العقصة” قد تتسبب بتقليل كمية الحليب الذي تنتجه الأبقار مثلاً وغيرها من الثدييات.
ما هي طرق مكافحة الذباب الصحراوي؟
يشير كامل في حديثه لـ
“لبنان24” الى ان انتشار الذباب الصحراوي يعود الى أن لا جهوزية لدى الدول مع غياب أي خطة عمل استباقية لمواجهة موجاته.
ووفقاً للخبراء البيئيين، فإن هذا البعوض “المنجذب” بواسطة النفايات والأوساخ يمكن مكافحته بإزالة مصدر استقطابه وتكاثره، أي بكلّ بساطة بتنظيف الأماكن العامة وازالة القمامة والمخلفات العضوية والزراعية. كما يمكن استخدام مصائد الذباب ورشّ المبيدات الحشرية في الأماكن الموبوءة، إلّا أن هذا الأمر قد يكون من الحلول الثانوية والتي تعالج النتائج، فبحسب كامل فإنه الأجدر حلّ السبب الأساس، وذلك يكون بخطة قد تعتمد على “أطعمة الذباب” والتي قد تفلح في القضاء عليه بعد جذبه.